المنتجات المقلدة ترهق جيوب وصحة الغزيين
غزة- تقرير إبراهيم شقورة
تعاني أمل بشير من آلام اسنانها الحساسة منذ عودتها من قطر العام الماضي رغم استخدامها نفس صنف معجون الاسنان الذي كان يخفف تلك الالام والذي اشترته بذات العبوة والشكل من السوق المجاور لمنزلها في حي الشيخ رضوان في غزة .
تقول أمل "منذ قرابة العام وأنا أستخدم ذات المنتج الذي استخدمته في قطر لكن هناك لم أشتك مطلقاً من ألم أسناني، وحين ابتعت المنتج الذي اكتشفت في ما بعد بأنه مقلد كان مذاقه مختلفاً ولم يكن يحقق أي نتائج مع أسناني بل اكتشفت حين زرت طبيب الأسنان في الآونة الأخيرة بتسوس عدد كبير من أسناني".
محمد مطر كان هو الآخر أحد ضحايا البضائع المقلدة في غزة كان يعاني بعد كل استخدام للشامبو منخفض السعر جميل الرائحة من احمرار وحكة في فروة الرأس، ومن ثم أسفر ذلك عن ظهور حبوب والتهابات انتهت بتساقط الجزء الأمامي من شعر رأسه.
حال محمد وأمل هو حال الآلاف من المواطنين الغزيين الذين تراهم يقفون حائرين في الأسواق حين تقع أعينهم على المنتجات العالمية التي يشاهدونها في الاعلانات الدعائية في وسائل الاعلام ولكن حين يستخدمونها تحقق أسوأ النتائج.
انتشار واسع
المهندس الكيميائي في دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد نافذ الكحلوت شدد على أن وزارته تشن حملات غير مسبوقة من أجل انهاء ظاهرة تقليد البضائع، والتي اكد أنها تعتبر مخالفة للقانون الذي يمنع أي صناعة من شأنها خداع أو غش المستهلك.
وحول انتشار البضائع المقلدة قال الكحلوت إنه لا يكاد صنف تجاري ينجح وينتشر في غزة حتى يتم تقليده من قبل بعض المصانع المحلية الصغيرة، مشيراً الى أن وزارته ضبطت العديد من المنتجات المقلدة والتي شملت شامبوهات وزيوتا ومعلبات ومساحيق غسيل.
وأكد الكحلوت ضبط وزارته لمئات الأصناف المقلدة ومواصلتها شن حملات مختلفة من أجل ضبط السوق الذي تنتشر فيه مثل تلك البضائع.
وأوضح أن وزارته توجه الصانعين المحليين الى أن تكون بضائعهم موافقة للمواصفات والمقاييس وأن يبتعدوا عن انتحال أسماء وأشكال العبوات العالمية.
والى جانب تقليد البضائع في القطاع، فان المعابر تشكل مصدرا اخر للبضائع المقلدة التي تدخل بكميات كبيرة ودون ادنى رقابة الى الاسواق.
مخاطر كبيرة
من جانبه يوضح وهيب شحادة أخصائي أمراض الجلد أن المستحضرات المقلدة لها تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، مشيراً إلى أن مكوناتها تحتوي على تراكيب كيميائية ضارة جداً بالبشرة والشعر.
ويحذر شحادة من الزيادة في نسب المواد الكيميائية الموجودة في المستحضرات المقلدة وعلى الأخص في الشامبوهات والكريمات والتي يتم غش المستهلك بها ببيعها بأسعار رخيصة في السوق، مشيراً إلى أنها تحتوي على سموم تدخل عبر مسامات الجلد وتتراكم في الكبد.
وأشار إلى أن تراكم السموم في الكبد يمكن ان يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على التخلص منها ومن ثم تصبح هذه المواد مسببة للعديد من الأمراض مثل أمراض جهاز المناعة والسرطان.
منتجات سيئة
وعزا شحادة اقبال الناس على منتجات الشامبو والكريمات المقلدة إلى انخفاض سعرها إلى جانب اغراء الرغوة الكثيفة التي تحدثها والناتجة عن زيادة نسبة مادة صوديوم سولفات لوريت الموجودة فيها وهي مادة كيميائية ضارة تلحق الأذى بالبشرة وبفروة الرأس.
وأشار إلى أن أبرز الأضرار الناجمة عن المادة هي الجفاف والحكة والاحمرار في فروة الرأس وصولاً إلى التهابها وتكون الدمامل والحبوب.
كما حذر شحادة من المركبات التي تضاف من اجل اضفاء روائح والوان على مستحضرات الشامبو وأدوات التنظيف المقلدة على الجلد وفروة الرأس، مشيراً إلى أنها تؤدي إلى آثار خطيرة على صحة المستهلك.
وأوضح أن أضرار المواد العطرية تتمثل في تغير لون البشرة والحكة وحساسية الأنف وزيادة العطس، إلى جانب حرقة العين واحمرارها الأمر الذي يؤدي إلى اضرار في العينين.
وأشار إلى أن الرغوة في الشامبوهات منخفضة الثمن هي رغوة غير منظفة إلى جانب كونها خطيرة وتؤدي إلى ظهور الحشرات مثل القمل في الرأس.
ودعا شحادة إلى استخدام الشامبوهات الطبية والأصلية، مشيراً إلى أن أنها تختلف عن المنتجات المقلدة كونها تحتوي على تراكيب طبيعية وفيتامينات وتتركب من مواد عضوية غير ضارة.
وأكد على ضرورة أن يعرف المستهلك البضائع المقلدة أو غير المقلدة من خلال التركيبة المكتوبة باللغة الانجليزية على المنتج وبتسلسل دولي معروف، مشيراً إلى ضرورة التوعية في ذات المجال من قبل الجهات المختصة.
اعد هذا التقرير لصالح مشروع مضمون جديد.
إستمع الآن