الاسواق الشعبية متنفس لمحدودي الدخل في الاردن

الرابط المختصر

عمان - طارق الدعجة- مضمون جديد

تعد الاسواق الشعبية في الاردن بمثابة مولات مفتوحة توفر متنفسا لمحدودي الدخل الفارين من جحيم الغلاء في الاسواق التقليدية، كما انها تشكل في الوقت نفسه مقصدا للميسورين الباحثين عن متعة التسوق.

وتوجد في الاردن اربع اسواق شعبية متكاملة تعرض سلعها في ايام محددة في الاسبوع، وتسمى كل منها تيمنا باليوم الذي تعرض فيه بضائعها.

وهذه الاسواق هي سوق الجمعة في العبدلي بوسط عمان، وسوقي الثلاثاء والسبت في منطقتي المقابلين والقويسمة جنوبي وشرقي العاصمة، وسوق الاحد في محافظة مادبا جنوب عمان.

وتعرض هذه الاسواق طيفا واسعا من السلع تشتمل على المواد الغذائية والخضار والفاكهة والملابس والاحذية والادوات المنزلية ومواد تنظيف، اضافة الى الاكسسوارات والاعشاب الطبية والعاب الاطفال.

اقبال كبير
وخلال جولة لـ"مضون جديد" في سوقي الثلاثاء في المقابلين والجعمة في العبدلي، كان واضحا الاقبال الكبير من المواطنين وبخاصة من اصحاب الدخول المحدودة و المتدنية.

ولم يكن الامر يخلو من زبائن ميسورين واثرياء دلت على وجودهم السيارت الفارهة التي كانت تصطف على جنبات الطرق القريبة من هاتين السوقين.

ويقول محمد عواد، وهو زبون مواظب في سوق الثلاثاء في المقابلين، انه يجد كل مستلزمات بيته في هذه السوق وبأسعار تقل عن الاسواق التقيلدية وتناسب دخله الشهري الذي لا يتجاوز 300 دينار.

ويؤكد محمد الذي يعيل 5 افراد، ان الاسواق الشعبية ساعدت بشكل كبيرة في التخفيف على المواطنين من ذوي الدخول المحدودة والمتدنية، في ظل تدني اسعار السلع فيها، وبخاصة الخضار ومواد التنظيف، وبنسب قد تصل الى 30%.

ويصف محمد سوق الثلاثاء في المقابلين بانها "مول الفقراء" لما توفرة من تنوع في السلع التي تتناسب مع المقدرة الشرائية لفئات مختلفة من المستهلكين.

ومع اشادته بتجربة الاسواق الشعبية، الا ان محمد يدعو الجهات الرسمية الى تشديد الرقابة عليها للتأكد من صلاحية السلع المعروضة، وبخاصة المواد الغذائية.

ويتسبب الاقبال الكبير على الاسواق الشعبية في ازدحامات واختناقات مرورية تطال الشوارع المحيطة بها، وهو الامر الذي يدعو مواطن اخر هو احمد يوسف الى ايجاد حلول له.

كما يضم احمد صوته الى المطالبين بتشديد الرقابة على السلع التي تعرضها الاسواق الشعبية وتحديدا الغذائية منها.

ويرى احمد، وهو موظف يصل دخله الشهري الى 500 دينار ويرتاد سوق العبدلي باستمرار، ان هذه السوق حققت نجاحا كبيرا لما توفره من تنوع في السلع وبأسعار تناسب اصحاب الدخول المتوسطة والفقيرة.

ويؤكد يوسف العوضات، وهو صاحب بسطة خضار ومواد تموينية ان الاسعار في الاسواق الشعبية تنخفض بنسب تصل الى 25% عما هو عليه الحال في الاسواق التقليدية، وذلك بسبب ان البسطات لا تدفع فواتير كهرباء وماء وغيرها كالتي تدفعها المحال التجارية.

وكما يرى رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك محمد عبيدات، فان الجهات الرسمية مطالبة بايلاء الأسواق الشعبية رعاية اكبر عبر تنظيمها وإيجاد آليات عمل واضحة لها بحيث تحقق الغاية المرجوة منها وتقدم الخدمة للمستهلكين على الوجه المطلوب .

تنافس حر
وعلى صعيده، يؤكد محمد ابو العرايس، رئيس لجنة الاسواق الشعبية المتكاملة في امانة عمان الكبرى، ان الهدف من هذه الاسواق هو إيجاد أماكن متكاملة للبيع تلبي احتياجات المواطنين وتخفف عنهم العبء عبر توفير السلع باسعار معقولة.

ويقول ابو العرايس ان عمل الاسواق الشعبية يقوم على عرض السلع يوما في الاسبوع بالتنسيق مع امانة عمان والجهات الرقابية الرسمية الاخرى وضمن المواصفات والمقاييس الاردنية.

ويضيف ان امانة عمان تشرف على هذا السوق وتقوم بتنظيم البسطات، إضافة إلى وجود الرقابة الصحية والتي تقوم بالتأكد من تواريخ انتاج وانتهاء السلع التموينية المعروضة.

ويشير ابو العرايس الى ان مبدأ عمل السوق يقوم على التنافس الحر بين اصحاب البسطات وتحت شعار "البيع الكثير مقابل الربح القليل".

ويوضح ابو العرايس ان اسعار المواد الغذائية التي تعرض في الاسواق الشعبية اقل من الاسواق الاخرى بنسبة 15% و الخضار والفواكه 35% والملابس 50% ومواد التنظيف 25% والاردوات المنزلية 20%.

ويرجع ابو العرايس انخفاض اسعار السلع في الاسواق الشعبية الى تدني الكلف المترتبة على اصحاب البسطات والتي تقل عما يدفعه اصحاب المحال التجارية كالاجور والرسوم والضرائب وغيرها.

ومن جانبه، يؤكد المهندس احمد الهنداوي، رئيس قسم الاسواق والمراكز المتخصصة في امانة عمان الكبرى، ان الامانة لا تتقاضى اية مبالغ من اصحاب البسطات، وتتكفل بتوفير البنية التحتية للاسواق بالمجان الى جانب رعاية احتياجاتها طيلة فترة عملها التي تمتد من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة مساءا.

ويشير الهنداوي ان الهدف من اقامة الاسواق الشعبية يتمثل في بدائل امام المواطنين وبأسعار مناسبة اضافة الى حصر عمل البسطات العشوائية في الشوارع في مكان واحد.

وفي السياق، يلفت الهنداوي الى ان امانة عمان بصدد انشاء سوقين جديدتين في العاصمة، وذلك بعد ثبوت نجاح تجربة الاسواق الشعبية الاخرى ووجود حاجة لاقامة مثل هذه الاسواق في مناطق اخرى.

وبحسب الهنداوي، فان عدد البسطات في سوق العبدلي يبلغ 1800، والمقابلين 320، والقوايسمة 450، ومادبا 273 بسطة.