شارع الحمام في السلط يقودك الى عبق التراث..فيديو

 شارع الحمام في السلط يقودك الى عبق التراث..فيديو
الرابط المختصر

للوهلة الأولى يروقك المكان، لتقودك قدماك إلى المسير في شارع يعج بالحياة، وأنت ترجع بذاكرتك إلى زمن يعود لمئات السنين حيث زقاق البيوت القديمة التي تعود لـ 150 سنة، والتي تمتاز بأبوابها الخشبية وبشبابيكها ذات الأقواس في شكلها، وبحجارتها ذات اللون الأصفر، ودكاكين تجاريه تفوح منها روائح زكية خاصة محلات العطارة، وعلى ضفاف أدراج السلط القديمة صورة جميلة للتعايش الديني بين المسيحية والإسلام، فالكنائس تقع بالقرب من المساجد ، في صورة تراها يوميا في شارع الحمام في وسط المدينة.

 

وقد حاولت وزارة السياحة وبلدية السلط الكبرى استغلال الأجواء التراثية في المدينة في خطوة لإعادة إحياء التراث القديم في مدينة السلط، فقامت وحدة تطوير المشاريع وبإشراف وتعاون من وزارة السياحة بمشروع "المسار السياحي" في شارع الحمام وهو الأول من نوعه في الأردن.

 

 ومن خلال هذا المشروع الذي نفذ منه 70%، استبدلت أبواب الحديد للمحلات التجارية بأبواب خشبية،وأضيفت لوحات  خشبية بأسماء المحلات ،إضافة لمظلات ذات لون موحد تغطي واجهة المحلات، كما رمموا واجهات الأبنية المطلة على الشارع إضافة للقيام بتبليطه وفي حلة لا أجمل من ذلك.

 ويتضمن المشروع مسارا رئيسا محددا لانتقال السياح من خلاله بحسب المهندسة لينا أبو سليم المشرفة على المشروع" يبدأ من نقطة تجمع السياح في منطقة الكراج السياحي ومن ثم ينتقل المسار إلى وسط شارع الحمام ،كما يتضمن المسار تنفيذ ترميم واجهات أبنية تراثية يزيد عمرها عن 150 سنة، وهي ملكيات خاصة،بالإضافة لإعداد لوحات تعريفية بكل بناء تراثي مميز على المسار، إضافة لإعداد لوحات إرشادية لنقطة انطلاق بداية ونهاية المسار".

 ويهدف المشروع إلى إبراز شارع تجاري قديم متعدد الحرف والمهن كشارع الحمام، والذي تتنوع المهن فيه بين البقالة وبيع الملابس والخضار والفواكه إلى مهنة العطارة الأشهر في المدينة ،تشير المهندسة لينا إلى ذلك ،وتقول"هو محاولة لإيجاد فرصة لمدينة السلط على الخارطة السياحية للأردن ،واجتذاب سياح عرب وأجانب للمدينة ،لذا كان لابد من توفير مسار محدد تتوفر فيه الخدمات الأساسية التي يحتاجها السائح من مطاعم وخدمات وخرائط سياحية ".

 وبرغم جمالية المكان،إلا انه يلقى اعتراضات عديدة من أصحاب المحلات في شارع الحمام، ابرز تلك الاعتراضات انتقادهم لمتانة الأبواب الخشبية والتي برأي احمد أبو رمان وغيره من التجار لا تغني عن أبواب الحديد" شكلها جميل ،لكنها ليست قوية ولا توفر الحماية لمحلاتنا ".

 كما ينتقد محمد سالم صاحب محل بقاله بطأ تنفيذ المشروع وتكرار تلف وحدات الإنارة في المكان التي وصفها بالديكور فقط"إنجاز المشروع أخذ وقتا طويلا،كما أن وحدات الإنارة وضعت من دون دراسة ،وهي نهارا شكلها جميل، لكنها في الليل لا تضيء".

  أما صالح الحياري فهو تاجر مخضرم عاصر عهد الثمانينات وحداثة الألفية ،فلم يعجبه المشروع لأنه تسبب بتراجع الحركة التجارية في سوق شارع الحمام، لكنه أحب فكرة العودة للأبواب الخشبية"أصبح المواطن يتسوق من خارج المدينة،وذلك بسب تبليط الشارع الذي منع دخول السيارات إلى السوق خاصة مع عدم توفر مكان للاصطفاف".

 التاجر هشام غنيمات انتقد المظلات التي أضافوها على المحلات لقصر مساحتها، ويرى أن الحركة السياحية لن يستفيد منها تجار السلط حتى وبعد تنفيذ المشروع"لا فائدة من المظلات الجديدة، إضافة إلى أن الحركة السياحية ضعيفة جدا،فجميع السياح يشترون احتياجاتهم من خارج المدينة".

 فيما لم تبرر المهندسة لينا اعتراضات التجار خاصة مع توقع مردود كبير يعود عليهم بالنفع مع تنفيذ المسار السياحي للسلط"تغيير المهن الحالية للتجار إلى مهن تخدم الهدف السياحي لم يلقى ترحيبا بين التجار،في حين أن الأبواب الخشبية صممت لضمان الأمان للتاجر،من خلال تركيب تصفيح للأبواب وعمل أكثر من إغلاق في الباب بحيث يصعب فتحه".

 أما المظلات الجديدة فالهدف منها إعطاء خصوصية وضلال للمحلات "إلا أن بعض التجار يصرون على عرض بضائعهم خارج المحلات وبمساحة تتجاوز مساحة المظلات الجديدة.

 كما وتشير المهندسة لينا إلى توقعات في زيادة الحركة السياحية بعد تنفيذ المشروع للوصول لآلاف الزوار من السياح " في تعداد مسجل يصل عدد السياح من خلال السياحة المنظمة إلى 1000 سائح شهري، وهناك سياحة فردية غير مسجلة بشكل رسمي يصل عددهم إلى 3000 سائح شهري ، متوقعين بعد الانتهاء من المشروع أن يصل عدد السياح 10 آلاف سائح شهري".

 هذا وقد بدأ المشروع في شهر 11 من عام 2009 ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الثالث لعام 2010.