رغم وصول أعداد الفنادق في الأردن إلى 481 فندقاً لكنها لا تشكل في مجموعها غطاءً سياحياً على كامل أراضي المملكة.
يعمل في هذه الفنادق حوالي 80 ألف عامل أردني وأجنبي؛ منهم 19 ألف عامل في المنشآت الفندقية، فيما تشكل رواتب الموظفين لفنادق الخمسة نجوم ما نسبته 30 الى 35% من مجموع الدخل.
ويسجل تقرير أصدرته دائرة الإحصاءات العامة لعام 2006 تراجعاً في أعداد العمالة الأجنبية بالقطاع السياحي، بحدود 360 وظيفة مقابل ارتفاع عدد وظائف الأردنيين بحدود 1500 وظيفة.
"المنتج المحلي موجود والدعم متوفر إن أراد أي مستثمر أن يتخذ الخطوة للاستثمار الفعلي، وإن كان هناك حاجة للاستشارات، فجمعية الفنادق الأردنية مستعدة للمساعدة"، يقول مدير الجمعية يسار المجالي لعمان نت.
تبحث جمعية وكلاء السياحة والسفر عن سبل عدة لإعطاء السائح الأجنبي الخيار، فهناك فنادق قليلة التكاليف وجيدة الخدمات وأخرى مرتفعة التكاليف وممتازة في الخدمات.
وتكشف جمعية الفنادق الأردنية عن سجلاتها التي تحوي 21 فندقا من فئة الخمس نجوم، و21 فندقا من الأربع نجوم وفنادق ثلاث نجوم بمجموع يصل إلى 60 فندقا والبقية، من أصل 481، أقل من ثلاثة نجوم وغير مصنفة ونزل.
رفع سوية الفنادق
جمعية الفنادق الأردنية هي المظلة الشرعية الوحيدة لفنادق الأردن، ويلزم "نظامها رقم 32 لسنة 1997" رفع مستوى ممارسة المهنة ونشر الوعي السياحي لأعضائها وتنمية السياحة الأردنية وتنشيطها كذلك رعاية مصالح الجمعية وأعضائها والمحافظة على حقوقها، فضلا عن التنسيق مع الوزارة والدوائر والمؤسسات والجمعيات السياحية الأخرى المتخصصة في جميع المجالات المتعلقة بالعمل السياحي وتطويره.
ورغم أن الإستراتجية التي تنفذها الجمعية منذ العام 2004، ولخمسة أعوام متتالية، حققت أهدافها في العام 2007، وكان العائد 2 مليار دينار، وفقا لمديرها العام يسار المجالي، لكن ذلك لم يستقطب الاستثمار الأكبر لإقامة فنادق من ذوي النجوم القليلة والخدمات الجيدة.
وترى الجمعية أن هناك حاجة ماسة للفنادق على اختلاف تصنيفاتها. ويقول المجالي إن منطقة شرم الشيخ السياحية وحدها تضم 23 ألف غرفة فندقية، بالمقابل لا تتجاوز العشرين ألفا في كامل فنادق المملكة.
ويستقطب وسط العاصمة عمان عشرات الفنادق والنزل، بحسب إحصائية الجمعية، فأعداد الفنادق وصلت إلى 100 أغلق منها ثمانية بسبب تراكم ديون على أصحابها، غير أن بقيتها غير مؤهلة لاستقبال السياح، ومنها ما يفتقر إلى الشروط والمواصفات السياحية العالمية والنظافة.
ويقارن رئيس الجمعية، ميشيل نزال، بين دخول فنادق وسط البلد مجتمعة وبين عشر غرف في فندق خمسة نجوم. "بدون مبالغة لا تحصل فنادق البلد مجتمعة ما تحصله عشرة غرف في أحد فنادق خمسة نجوم".
نزلاء فنادق وسط البلد هم من الأردنيين القادمين من المحافظات والعمالة الوافدة والسائقين القادمين من الدول المجاورة، أما السياح فيخصصون مبالغا لسفرهم بهدف السياحة ولا يقبلون النزول في فندق غير مصنف.
وتواجه فنادق وسط البلد أزمة داخلية، يقول رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمد الإمام، تتمثل بإهمال إدارات الفنادق لأبسط ما يحتاجه أي فندق من نظافة وتطوير وتحديث مستمر.
ويبين الإمام أن الكثير من هذه الفنادق تعاني من الإهمال وعدم الرعاية، إضافة إلى تدريب العاملين في الفندق من حيث اللغة السليمة والنظافة والطعام الجيد. ويدعو المستثمرين إلى بناء فنادق، "هناك نماذج ناجحة، وعلى مقربة من الأردن مثل دمشق وحلب".
"الأردن حاليا بأمس الحاجة لفنادق أقل من خمس وأربع نجوم، كونها تفتح مجالا لسياح يبحثون عن كلفة أقل، فيزيد عدد السياح القادمين"، يضيف الإمام.
لكن الكثير من الفنادق غير المصنفة لا تطبق معايير المواصفات الإنشائية الخاصة بها، من حيث وجود دورة مياه في كل غرفة، بل ويكتفي بعضها بدورة مياه واحدة للطابق الواحد ذي الغرف المتعددة، إضافة إلى وجود عدة أسِرة في الغرفة الواحدة، خلافا للفنادق المصنفة التي تضع سريرين كحد أقصى في غرفها المزدوجة والمفردة وبتوفر النظافة.
فنادق فقيرة
اصطحبنا مدير فندق حمودة محمد رشيد، في جولة داخل أروقة فندقه الواقع بوسط البلد، ليطلعنا على ما آلت إليه أوضاع فندقه بعد قرابة العشرين عاما من العمل؛ البنية التحتية مدمرة، وإعادة تطوير الفندق أصبحت حلما، وانعكس ذلك على النزلاء الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة طوال الشهر.
فندق برج الأردن حاله يشبه حال الفنادق المجاورة له بوسط البلد. ويقول مدير قسم الخدمات فيه، موسى الكركي، إن الفندق أصبح متدنيا في خدماته ويعزو السبب إلى "تضييق" تمارسه الجهات المتعددة ومن بينها أمانة عمان الكبرى إضافة إلى إهمال وزارة السياحة. ويعتبر الكركي أن خطوة أمانة عمان بإزالة اليافطات الدعائية التي تعلن عن وجود الفندق في المكان أثرت سلبا على ارتياد النزلاء.
ورغم أن أجور الإقامة زهيدة في تلك الفنادق، إلا أنها لا تستقطب النزلاء، ولا يدرج وكلاء السياحة والسفر فنادق وسط البلد غير المصنفة أو ذات النجمة الواحدة في برامجها السياحية. بذلك تفقد تلك الفنادق فرصتها في استقبال الأفواج السياحية القادمة إلى المملكة.
إمكانية التمويل
جمعية الفنادق الأردنية شكلت فريق عمل خاص لتدريب الموظفين العاملين في الفنادق وتأهيل الخدمات المقدمة لهم، إضافة إلى خطط أخرى تستمر قرابة الستة شهور.
ويدعو مدير عام الجمعية يسار المجالي، الحكومة إلى المساهمة في دعم القطاع من خلال البحث عن الخطط الاحترازية التي تساهم في دعم القطاع من خلال خطط التنمية والبحث عن طرق استدامة المنتج السياحي، مشيرا الى ضرورة الإسراع في تخفيض أسعار الكهرباء على المنشآت الفندقية.
عن أزمة التمويل، ومن يدعم الفنادق الصغيرة، يقول مدير صندوق التنمية والتشغيل، علي الغزاوي إن الصندوق يمول كافة القطاعات السياحية والتجارية والخدماتية والحرفية والصناعية، باستثناء القطاع الزراعي.
والسقف التمويلي لدعم أي مشروع هو 15 ألف دينار. ويؤكد الغزاوي أن باب الصندوق مشرع أمام جميع المواطنين، ولا يوجد مانع من إقراض الفنادق المتواضعة لتطويرها طالما طلبوا الدعم والتزموا بالشروط "على أن يقدموا تقريرا مقنعاً لنا".
تشير إحصاءات وزارة السياحة إلى أن الدخل السياحي للأردن ارتفع العام الماضي بنسبة 2ر12% بمجموع دخل بلغ 639ر1 مليار دينار (31ر2 مليار دولار). كما انخفض مجموع الزوار بنسبة 7ر2%، وبلغ عددهم 6.5 مليون العام الماضي. واستقبلت المواقع الأثرية 1.6 مليون سائح بزيادة 45%.
أمانة عمان الكبرى نفت مسؤوليتها عن مهمة إحياء الفنادق، ودافعت عن توجهها في إزالة اليافطات عن الأبنية. يقول رئيس قسم المتابعة والتفتيش في دائرة المهن والإعلانات في الأمانة، عطا الله الغرير، إن إزالة الأمانة لجميع اللافتات الإعلانية يأتي ضمن تعليماتها في ضبط المحلات والأبنية وإزالة العشوائيات التي تؤثر على الصورة الجمالية للعاصمة عمان لاسيما وسط المدينة.
وتعتبر الأمانة أن حملة إزالة اللافتات الدعائية التي بدأت قبل عام ونصف العام، تأتي لتعزيز المشهد الحضاري للعاصمة، "وعلى الجميع أن يلتزم بالتعليمات والقوانين المرعية وخاصة ما يتعلق منها بوسائل الدعاية والإعلان"، يقول الغرير.
روابط ذات صلة
فنادق وسط البلد تصارع لأجل البقاء
مغارة خالد بالبتراء تجذب السياح وتقلق الأمن (فيديو)