أثاث منازلكم المباعة..تشكل أسواق في سقف السيل..فيديو
إذا كنت من هواة شراء أثاث منزلي مستعمل بسعر زهيد، ودون مفاصلة، فتوجه إلى شارع سقف السيل بوسط البلد واحصل على فرصة الشراء بأسعار لا تتوقعها.
مثلا سعر مروحة لا يقل عن 20 دينارا، باستطاعتك أن تشتريها بأقل من أربعة دنانير، وهذا ما حصل مع أحد المواطنين الذي ابتاع مروحة من محلات أبو عبدالله البرماوي، ولم يشعر بعناء "المفاصلة" أي الإقناع.
والمفاصلة، ليست موجودة في عرُف محل البرماوي، بداعي أن "المواطن فقير وينبغي الشعور معه"، ويراهن على مجيئهم دون الإعلان عن ما يبيعه.
قد لا يخلو جمهور الأثاث من الأغنياء، ويؤكد عبدالله أن ثمة نواب مروا واستفسروا وبعضهم اشتروا أثاثا وبعض آخر يمتلكون ثروات اعتادوا الشراء المستعمل.
شراء قطعة لا تشبه أخرى، يعتمد على حظك في الشراء، وفي يوم وساعة زمنية محددة، فالحظ هو اللاعب الرئيس في حصولك على القطعة التي تريدها.
البرماوي يؤسس وأبناءه مركزا في قطاع بيع الأثاث المستعمل، والذي يشترونه من الباعة المتجولين بين أحياء العاصمة عمان، حيث لا يوجد تنظيم لهذا السوق،"كيفما اتفق يأتي السوق وهو حالنا وحال الزبائن المارين".
غرف نوم مستعملة، وفرشات، تلفزيونات وأجهزة إلكترونية مختلفة حتى معدات أجهزة الكمبيوتر وهواتف وصوبات...كل ما تبحث عنه الأسر..سيكون متوفرا في هذا السوق غير المنظم، وإذا شككت بفاعلية الأجهزة سيقدمون لك فرصة اختبار فاعليتها..
المشهد العام للمكان، يعتمد على حركة شراء أصحاب الشاحنات الصغيرة والتي تجوب الأحياء وتحديدا في غرب عمان، والعودة بما اشتروه إلى السوق وبيعه لتلك المحال والبسطات بأسعار مناسبة وهامش ربح معقول.
صبحي واحدا من السائقين المتصيدين للأثاث المستعمل، يجوب بشاحنته الصغيرة المعروفة بالبيك آب الشوارع ويشتري من المواطنين ما هو فائض عن حاجتهم، "أتقصد بعض مناطق في شرق عمان وأخرى بغربها، ولا يوجد تفاوت في الاتجاهين".
بيع المستعمل، يدخل في إطار دورة متجددة من الاستعمال تماما كحال الألبسة المستعملة "البالة" التي ترد من أوروبا وتصل إلى الأردن لتجد لها سوقا قائما بحد ذاته والذي أصبح يشكل مشهدا ومعلما مهما في العاصمة عمان.
لا يسعى التجار والباعة والزبائن إلى وضع سوقهم على قائمة خريطة المشهد العماني، لكنهم يطلبون أن يستمر السوق دون تضييق من هنا أو هناك، "لا نشهد أي تضييق يذكر حتى الآن" يقول صبحي مازحا معنا بالقول: "أتمنى أن لا تساهموا في تقريركم هذا بفتح العين علينا".
محمود الستيني والذي اعتاد شراء الدراجات لصغار السن وبيعها كأسلوب للعيش عبر تجارتها يعتبر أن سوقه ورواده من طبقة الفقراء حيث لا يدري عليها أحد وهو ما يريده.
أثاث قد لا يناسب منزلك وقد مضى زمنا عليه، بات يشكل أرقا لك ولأفراد عائلتك، فقم، إن أحببت، ببيعه حتى ولو بسعر زهيد، فهناك الكثير من العائلات بحاجة ما لا لست بحاجته.
ولأن الفقير لا يبحث عن الجمال والشكل المحبب للأدوات المستعملة، فيجد في ذلك السوق ملاذا آمنا له ليحمي نفسه من جنون ارتفاع الأسعار ويؤسس منزلا لا ينقصه أي قطعة كباقي المنازل المقتدرة.