4 أفلام رسوم متحركة لا تفوتها مع أطفالك بإجازة نهاية العام

الرابط المختصر

اقترب العام من نهايته، ومع حلول موسم جديد من الإجازات تجد العائلات الفرصة سانحة لقضاء الأمسية معا والتواصل بحثا عن المتعة وبناء مزيد من الذكريات، إحدى الخيارات المتاحة مشاهدة فيلم جديد على أن يناسب فئات عمرية صغيرة ليكون صالحا للأطفال وبالوقت نفسه لا يملّه الكبار.

وفي ما يلي مجموعة من أفضل الرسوم المتحركة التي صدرت في 2024 ونضمن للآباء والأمهات أن يجدوا فيها ضالتهم كونها متنوعة وملهمة.

 

الروبوتات كائنات غير شريرة

"الروبوت البري" (The Wild Robot) وبشهادة العديد من النقاد هو فيلم الأنيميشن الأفضل لهذا العام، من جهة العمل جذاب حتى لكبار السن، ومن جهة أخرى أبدع صانعوه سواء على مستوى الرسومات والمفردات البصرية الأشبه باللوحات الفنية، أو الموسيقى التصويرية والأداء الصوتي الموفّق للحاصلة على الأوسكار لوبيتا نيونغو.

لكن، الأهم هو ما تضمنه العمل من كَمّ هائل ومتدفق من المشاعر التي لامست شغاف قلب قطاع عريض من الجمهور وغلب عليها الدفء والصدق، في حين استعرض العمل أكثر من قضية على رأسهم كيف يمكن للروبوتات أن تعمل لصالح الآخر وأن تُطور نفسها مع الوقت لتلائم البيئة المحيطة بعيدا عن الجمود.

أما عن أحداث الفيلم فتحكي عن روبوت تصل عن طريق الخطأ بسبب عاصفة جامحة إلى إحدى الغابات، وخلال البحث عن رئيس تخدمه يتعثّر قدرها في فرخ إوز مات ذووه وتُقرر التكفّل بتعليمه شؤون الحياة قبل موعد الهجرة القادم، ومع أنها تبدأ الأمر كمهمة روتينية صماء لكن مع الوقت تتحرك لديها مشاعر الأمومة غير المتوقعة وتتوالى الأحداث مع الكثير من المغامرة والتشويق.

 

لا خوف من الظلام بعد اليوم

الرسوم المتحركة يمكن أن تكون مرعبة أيضا، هذا ما أكده الكاتب والسيناريست تشارلي كوفمان صاحب الأفلام الفلسفية المعروفة، خلال فيلمه الكارتوني "أوريون والظلام" Orion and the Dark الذي نجح بالضغط على أوتار القلق والخوف لدى من شاهدوه ودفعهم بالوقت نفسه لمواجهة تلك المخاوف.

يجمع العمل بين الفانتازيا والمغامرة، ويحكي عن أوريون الصبي ذي الـ11 الذي يخاف كل شيء، مما يجعله يرفض النوم وحده في الليل، إذ تتجسد له كل أشباحه على رأسها كائن "الظلام" الذي يُقرر أخذ الفتى معه في مغامرة لمساعدته على علاجه، بأسلوب أقرب للصدمة.

وذلك عبر التلصص على عالم الكائنات الليلية لعله يتأكد أنها مسالمة وما من داع للقلق منها، إلا أن الرحلة لا تسير وفقا لما خُطط لها وتتعقد الأمور أكثر حين يصبح على أوريون تصدّر الموقف.

قصة العمل مُقتبسة من كتاب موجه بالأساس للأطفال دون السادسة، ومع ذلك نجح كوفمان بتطويرها لتصبح أكثر عمقا فتطول مخاوف الأعمار الأكبر دون أن يتخلى عن سيرياليته المعهودة.

الأمر الذي يجعل الفيلم مناسبا لمحبي الدراما ذات الطابع الفلسفي والتي تُجبر المُتلَقّي على طرح أسئلة كثيرة على نفسه فور المشاهدة، ولكن جدير بالذكر أنه يتضمن حفنة من الكوابيس التي قد لا يحبذ بعض الأهل أن يعرّضوا لها الأطفال شديدي الصغر.

 

رهان على الذكريات

قررت ديزني وبيكسار هذا العام الاستمرار بالاستسهال ومخاطبة متابعيهم الأوفياء من خلال تقديم أجزاء جديدة لأعمال سابقة حققت نجاحا ساحقا خاصة وأنها تحتمل ذلك، من بينها الجزء الثاني من فيلم "قلبا وقالبا" (Inside Out) الذي جنى جزؤه الأول 859 مليون دولار وفاز بالأوسكار.

ورغم نجاح العمل إلا فإنه يمكن الإقرار بتفوق الجزء الجديد على سابقه سواء ماديا، إذ حقق 1.7 مليار دولار، أو فنيا بحبكته التي خاطبت المراهقين ذوي السن الحرجة مع التركيز على مشاعرهم المتخبطة والمرهفة بالتزامن مع رغباتهم المتناقضة بين الانعزال عن الأهل والاقتراب من عالم الغرباء الأكبر منهم والتشبه بهم.

وهو ما يمكن وصفه بالذكاء من صانعي العمل الذين خاطبوا الجمهور القديم الذي كان طفلا عند صدور نسخة 2015 في مرحلته العمرية الجديدة، وتُركز الحبكة على "رايلي" التي صارت مراهقة في طور النضج وعلى وشك الانضمام لفريق الهوكي للكبار إذا ما أثبتت كفاءتها مما يجعلها فريسة سهلة لمشاعر جديدة عليها مثل القلق والخجل والحسد.

 

القط الذي نجا من الغرق

"الحيوانات تتصرف مثل الحيوانات الحقيقية، وليس مثل الرسوم المتحركة أو البشر" كان هذا رأي أحد النقاد بفيلم "فيضان" (Flow) للمخرج غينتس زيلبالوديس.

دون أي حوار، يبدأ وينتهي الفيلم "فيضان"، حيث يأخذنا المخرج في رحلة بين أحضان الطبيعة عبر تجربة بصرية مكثفة فيما نتتبع قطا أسود ورفاقه من الحيوانات بعد أن غمر الأرض فيضان هائل ويحاول الجميع الهروب من براثن موت مُحقق تارة يواجهونه جماعات وتارة فرادى، وبين الوحدة القاتلة والاضطرار إلى التعاون تأخذهم الحياة في مغامرة غير مضمونة النتائج.

العمل مناسب للأعمار بداية من الثامنة وهو مساحة جيدة للتأمل بما نرهبه أو يمكن أن تجلبه لنا أسوأ كوابيسنا وما يجب أن نتسم به من مرونة في مواجهة أزمات الدنيا.

عُرض الفيلم في مهرجانات عديدة من بينها "مهرجان كان السينمائي" و"مهرجان تورونتو الدولي" وحاز عدة جوائز من لجان التحكيم والنقاد مثل جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة في جوائز الفيلم الأوروبي، وجائزة جمعية نقاد السينما في لوس أنجلوس، قبل أن تختاره دولة لاتفيا لتمثيلها بترشيحات الأوسكار.