قارب مدونون عبر المنصات بين ظهور نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة لخلافته، كامالا هاريس، وظهورها في المناسبات، وصورة أخرى لليزا، بطلة المسلسل الأميركي الشهير "ذا سيمبسونز" (The Simpsons)، وكلاهما ترتديان ملابس ومجوهرات مشابهة.

وفي الحلقة التي عرضت لأول مرة، عام 2000، تولت ليزا رئاسة أميركا، وهو ما جعل البعض يعتقد أن العمل الدرامي "تنبأ بوصول هاريس لسدة الحكم".

واستحضر المدونون أوجه تشابه بين مراسم التنصيب والمشاهد القديمة من الحلقة التي حملت عنوان "بارت إلى المستقبل"، وفيها جلست ليزا في المكتب البيضاوي، وقالت إن رئاستها "ورثت أزمة ميزانية كبيرة من الرئيس ترامب".

واستعرض المدون جيف برويك مقطع من المسلسل لجانب صورة نائبة الرئيس، وكتب "لقد فعلها سمبسون مرة أخرى، إليك من الحلقة الـ17 من الموسم الـ11 (في عام 2000) التي تظهر ليزا سيمبسون كأول رئيسة للولايات المتحدة تتحدث عن كيفية كسر البلاد بعد الرئيس ترامب. وها هي كامالا ترتدي الزي نفسه في حفل افتتاح بايدن".

في حين سخر البعض من قدرة المسلسل على التنبؤ بالأحداث المحتملة، فقالت المدونة مروة عبد المجيد "لست في حاجة لمذاكرة العلوم السياسية، يكفيك مشاهدة عائلة سيمبسون واسأل طفلا عنه لتعرف من هو رئيس أميركا القادم".

وبعد تباين التكهنات بين نظرية المؤامرة واعتقاد البعض بأن مؤلفي العمل سافروا عبر الزمن لكتابته، علق أحد كتابه، آل جان: (التنبؤ)..أنا فخور بأن أكون جزءا منه"، وشارك صورا جنبا إلى جنب لليزا وهاريس مرتدين الملابس المتشابهة بشكل لافت للنظر.

تنبؤات ذا سيمبسونز

مسلسل "ذا سيمبسونز" (The Simpsons) يحمل قدرا من الدعابة والسخرية من الأحداث الاجتماعية والسياسية. لكن هناك بعض الحلقات التي فسرت على أنها "تنبؤات" بأحداث واقعية.

فيما يلي تفاصيل حول تنبؤ وصول ترامب إلى الحكم وبعض التنبؤات الأخرى:

تنبؤ وصول ترامب إلى الحكم

في الحلقة "بارت تو ذا فيوتشر" (Bart to the Future) التي بُثت عام 2000، يظهر مشهد يتحدث عن مستقبل بارت سيمبسون حيث تكون ليزا سيمبسون رئيسة الولايات المتحدة. في هذا المشهد، تذكر ليزا أنها تتسلم الحكم بعد فترة حكم الرئيس ترامب.

هذه الحلقة تم إنتاجها قبل أن يُصبح ترامب رئيسا بسنوات طويلة، وهي تتحدث عن فكرة أن ترامب سيصبح رئيسا كنوع من الفكاهة، إلا أنها أصبحت حقيقة في عام 2016 عندما تم انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

تنبؤات أخرى للمسلسل

أحداث 11 سبتمبر/أيلول: في حلقة "مدينة نيويورك ضد هومر سيمبسون" (The City of New York vs. Homer Simpson) التي بُثت عام 1997، يظهر مشهد لهومر سيمبسون يحمل كتيبا يعرض سعرا بجوار صور لبرجي التجارة العالميين، وهذا اعتبره البعض تلميحا لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

فيروس كوفيد-19 (كورونا): في حلقة "مارج إن تشينز" (Marge in Chains) التي بُثت عام 1993، يتحدثون عن فيروس يسمى "أوساكا فلو" "Osaka Flu" الذي ينتشر من اليابان إلى الولايات المتحدة، وهذا جعل البعض يرون أن المسلسل تنبأ بجائحة كورونا.

شراء ديزني لشركة فوكس: في حلقة أخرى بُثت عام 1998، تظهر صورة توضح أن ديزني اشترت شركة "فوكس" (20th Century Fox). في عام 2019، اشترت ديزني فعليا تلك الشركة.

الأجهزة الذكية: في حلقات مختلفة تظهر أجهزة تشبه الهواتف الذكية والساعات الذكية قبل أن تصبح شائعة في الواقع.

فيسبوك: في حلقة "زفاف ليزا" (Lisa’s Wedding) (الحلقة 19 من الموسم 6 لعام 1995). يظهر استخدام أجهزة الحاسوب للتواصل الاجتماعي قبل ظهور فيسبوك في 2004.

أزمة لحوم الخيول: في الحلقة الـ19 من الموسم الخامس في عام 1994، تُظهر الحلقة طبخ لحوم الخيول في طعام المدرسة، وفي عام 2013، وُجدت لحوم الخيول في بعض المنتجات الغذائية في أوروبا.

هذه الأمثلة وغيرها جعلت "ذا سيمبسونز" يُعتبر أكثر من مجرد مسلسل كوميدي، بل كأنه يملك قدرة غريبة على التنبؤ بالمستقبل، ولكن معظم هذه التنبؤات تُعتبر مجرد صدفة أو نتيجة للتحليل الخاطئ من قبل المشاهدين. كتّاب المسلسل يعملون على أساس النكات الاجتماعية والسياسية، وأحيانا تصادف بعض الأحداث الفعلية.

في النهاية، يمكن القول إن مسلسل "ذا سيمبسونز" يبرز بسبب قدرته على السخرية من الواقع وخلق نكات تبدو وكأنها تنبؤات، ولكن ليس بالضرورة أنه يتنبأ بالمستقبل بشكل حقيقي.