عندما يُخرج الصمت أعظم النغمات

لطالما كانت لغة الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي جمعت العالم تحت مسمى الحب والسلام ولطالما كانت لغة للتعبير عما يجول في خواطرنا وعما أخفته أرواحنا من مشاعر، يقولون أن الإيمان العميق بالهدف يجعل منه حقيقة مهما كان صعباً، الإيمان هو سبب النجاح في قصة بيتهوفن فهي مثال للإصرار والإيمان الحقيقيين.

بقدر ما ستكون قصتنا واقعية ستبقى شيئًا خارجًا عن المألوف. بدأت القصة من مدينة بون الألمانية بولادة الطفل المعجزة”لودفيج فان بيتهوفن“عام 1770، ما كان”لودفيج“طفلًا عاديًا أبدًا فقد ظهر تميزه الموسيقي منذ نعومة أظافره.

كانت بدايته الموسيقية في سن الثمانية أعوام، نشر أولى أعماله وهو في سن الثانية عشر واتسعت شهرته كعازف بيانو في سن مبكر جدًا،عانى”بيتهوفن“كثيرًا في حياته عائلياً وصحياً فبالرغم من أن أباه”يوهان“كان هو معلمه الأول وموجهه نحو الموسيقى ومن لقنه العزف على البيانو والكمان، إلا أنه لم يكن يومًا ذلك الأب المثالي فقد كان مدمنًا على الكحول، غير أن والدته”ماريا“توفيت وهو في سن السابعة عشر من عمره بعد صراع طويل مع المرض، تاركةً له مسؤولية العائلة مما منعه من إتمام خطة سفره إلى”فيينا“عاصمة الموسيقى في ذلك العصر فكان تأليف الموسيقى بمثابة العلاج بالنسبة له، لكنه حينما بلغ سن الحادية والعشرين كان حلمه قد تحقق أخيرًا وأرسله حاكم”بون“إلى”فيينا“وهناك تتلمذ على يد”هايدن“وهو مؤلف وعالم موسيقي التقاه”بيتهوفن“في نهاية عام 1970.

نشر”بتهوفن“أولى أعماله على البيانو وأهداها لداعمه”كارل ليشنوفسكي“وكان من طبقة النبلاء، ثم بدأ بتأليف ونشر سيمفونايته فسمفونيته الأولى عام 1800 والثانية عام 1803، واستمر الوضع على ذاك الحال حتى عام 1798 الذي جاء منذرًا بحدوث تغيير جذري في حياته.

بدأت حالة”بتهوفن“بالتدهور بعد أن فقد سمعه جزئيًا لسبب مُختَلَف عليه، فالبعض يقول أن السبب يعود إلى أحد أمراضه السابقة والبعض الآخر يحكي عن نوبة من الغضب أصابته، وفي وقت مبكر من عام 1801 كتب”بتهوفن“إلى أحد أصدقائه من الأطباء”في السنوات الثلاث الأخيرة أصبح سمعي يتناقص بانتظام“، حاول قبلها بيتهوفن جاهدًا إخفاء الأمر لكنه باء بالفشل بعد أن أصبح أصمًا تمامًا، حينما بلغ سن الرابعة والأربعين قضى بيتهوفن سنتين من حياته في حالة من العزلة التامة –المنفى الذاتي– وانسحب من الأوساط الفنية تدريجيًا فابتعد عن الحياة الاجتماعية وامتنع عن العزف في الحفلات العامة حتى أن مؤلفاته قد قَلَّتْ وباتت أكثر تعقيدًا، إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الفني ولكنّ أعماله أخذت اتجاهًا جديدًا.

قام”لودفيج“بتأليف العديد من أعماله الأكثر إثارة للإعجاب في تلك الفترة العصيبة أولها كانت سمفونيته السابعة عام 1813 ثم التي سبقت سمفونيته التاسعة كما تم تقسيم حياته لثلاثة فترات مختلفة، كان له أثر عظيم على الموسيقى الغربية حيث ساعد”بتهوفن“الموسيقى الأوروبية على التطور من النمط الكلاسيكي إلى النمط الرومانسي ولم يستسلم أبدًا إلا أنه أحبط في بداية الأمر، يقال أن”بيتهوفن“كان في أغلب الأحيان يضرب بعنف على البيانو حتى يتحطم وذلك حتى يتمكن من سماع النغمات، كما كان يتحسس اهتزازات البيانو عن طريق ساقيه ويجلس على الأرض ليشعر بالموسيقى فيعوض حاسة السمع بالإحساس، كما استطاع أن يبتكر صوتاً أكبر وأكثر تعبيرًا عن المشاعر وخفايا النفس وقام بتوسيع أوركسترا السمفونية عن طريق إضافة أدوات مثل الترومبون والبيكولو في سمفونيته الخامسة، ساعد”بتهوفن“في الابتعاد عن القواعد المنظمة للغاية في الفترة الكلاسيكية وقدم العديد من الأفكار الجديدة للتناغم وتابع وتوسع في فكرة الوصف والصياغة وتهجين البيانو.

يعتقد الكثيرون أن بيتهوفن يجب أن يُحسب من أكثر الشخصيات فاعلية في تاريخ الموسيقى وأن ما قدمه للعالم من خلال الموسيقى هو إرث خالد عبر الأزمان حيث شملت مؤلفاته تسع سمفونيات و خمس مقطوعات موسيقية على البيانو ومقطوعة على الكمان إلا أنها فعلًا مازالت خالدة إلى يومنا هذا كما أراد لها تمامًا حين قال بأنه يعزف للأجيال القادمة.

المصادر:

بوابة فيتو

الباحثون السوريون(صمم بيتهوفن وقدرته المستمرة على التأليف)

أخبار الآن

Quora

Tracey Edger (piano teacher)

Mark Andrews composer and pianist

WIkipedia Ludwing Van Beethoven

ENCYCLOPEDIA BRITANNICA

 

أضف تعليقك