أن تكون أولا هذا أمر جيد، أن تكون أولا في نسب التدخين هذا أمر سيء، فوفقا للتقرير المعنون بـ How did Jordan end up with the highest smoking rate in the world الذي نشرته صحيفة”The Guardian“مؤخرا، احتل الأردن المرتبة الأولى عالميا من حيث أعداد المدخنين.
وقد أظهرت نتائج منظمة الصحة العالمية، أن أعداد المدخنين حول العالم بلغت أكثر 1.3 مليار شخص موزعة بين الجنسين يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كذك أشارت إلى أن التدخين يؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة سنويا بالغة نحو 8 ملايين حالة مباشرة، و 1.2 مليون حالة غير مباشرة، وهو أمر يظهر أن الكثيرين يختارون نهاية متوقعة، بإدمانهم على التدخين.
تشير الإحصائيات إلى رقم مخيف من الوفيات غير المباشرة، والتي عادة تكون لأفراد غير مدخنين يعيشون في وسط مدخن، وهو ما يزيد المسؤلية المترتبة على المدخنين، كونهم يؤذون بذلك أفراد عائلاتهم وأحبابهم والمقربين منهم.
يعتبر هذا المؤشر خطرا عالميا يفتك بأجسادنا دون أن ندري، وظاهرة صحية خطيرة، تنذر بمزيد من الوفيات المرتبطة بالإدمان على التدخين، وإذا استُثنيت السجائر الإلكترونية وغيرها من المنتجات التبغية ك”المعسل“، من عينة البحث، فسيتّضح أن 80٪ من الرجال الأردنيين وأكثر من 20٪ من النساء الأردنيات من المدخنين، وفي ضوء هذه المعطيات يتجاوز الأردن سريعا أحدث الأرقام الصادرة من إندونيسيا، والتي اعتُبرت لفترات طويلة البلد الأكثر استهلاكا للتبغ في العالم.
الرماد المسبب للسرطان
هل تعمينا لحظات الرماد في أعمارنا تلك التي تروي تعطشنا لأدوات الخدر، عن الحقيقة المرة التي يسببها التدخين؟ طبيا ووفقا للإحصائيات المؤكدة، يصنف التدخين كونه أحد أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بسرطان الرئة، فالرئتين كقطعة الإسفنج تمتصان كل المواد السمية التي تدخل في تركيب السجائر، مسببة حالة من الإرتباك في وظائف الرئة، مؤدية إلى تشكل خلايا سرطانية لا يمكن إيقافها، لتفتك فيما بعد بصاحبها قاتلة إياه. ومع أن الأردن يصنف اقتصاديا من الدول المتأخرة ذات الدخل المنخفض، إلا أن الأردنين ينفقون المليارت على التدخين، منافسين بذلك دولا ذات اقتصادات مرتفعة، ففي عام 2019 كان الأردن في الترتيب الثالث عالميا ليتقدم في عام 2020 للمرتبة الأولى، حيث بلغ حجم الإنفاق على التدخين سنويا ما يقارب 4 مليارات دولا سنويا، ليبلغ حجم الإنفاق 4.4% من مجموع الإنفاق الأسري.
كما تشير تقارير دائرة الإحصاءات العامة إلى أن الأسرة الأردنية تنفق ما مقداره 1.5 دينار يوميا، بينما تنفق على الصحة مثلا ما مقداره 1.35 دينار يوميا، وهو مؤشر خطير على الحالة التي وصل إليها الأردنيون فيما يتعلق بالتدخين.
بالتعاون مع موقع عربي360