لعنةُ السِيمفُونِيَّةِ التاسعة

لعنةُ السِيمفُونِيَّةِ التاسعة هي خرافةٌ انتشرت في عالم الموسيقى في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ حيث بدأت مع بيتهوفن. وكانت الخرافة تقول أنه عند كتابة السِيمفُونِيَّةِ التاسعة سيكون هذا العام الأخير لك على اللأرض.

     ’’لودفيج فان بيتهوفن‘‘، وُلد في 16 ديسمبر عام 1770 في مدينة بون، وهو عازف بيانو وملحنٌ ألمانيّ. يُعَدُّ من أعظمِ الموسيقيين في كل العصور، وتُوفِّي عام 1827 عندما أنهى سِيمفُونِيَتَه التاسعة، ولم يكن بيتهوفن الملحن الوحيد الذي مات بعد سِيمفُونِيَتَه التاسعة بل هناك غيره، منهم:

1.فرانز شوبرت (1797-1828)

   مؤلفٌ موسيقيٌّ نمساويّ، وكان يُكِّن احترامًا كبيرًا لبيتهوفن، وزاره وهو على فراش الموت، وكانت تأثيرات بيتهوفن كبيرة على موسيقى شوبرت، مات شوبرت بعدما أنهى سِيمفُونِيَتَه التاسعة بسنة.

2.أنطون بروكنز (1824-1896)

     ملحنٌ نمساويّ، رقَّم أعمالَه من صفرين ثم صفر، وعند وصوله للرقم ثمانية -أي التاسعة في الواقع- مات.

3.أنتونين دفورجاك (1841-1904)

     مؤلفٌ موسيقيّ تشيكيّ، وقد مات بعد سِيمفُونِيَتَه التاسعة”من العالم الجديد”التي كتبها عند وصوله للولايات المتحدة، حيث كان يشعر بالغربة و الوحدة.

4.غوستاف ماهلر (1860-1911)

    مؤلفٌ موسيقىّ نمساويّ، مات بعد كتابة السِيمفُونِيَّةِ التي كانت تحت عنوان”أنشودةُ الأرض”ولكنه أسماها أغنية، وليس سِيمفُونِيَّة؛ ليتجاوز لعنة السِيمفُونِيَّةِ التاسعة ولكنه مات أيضًا بعدها.

ولكن هذه اللعنة لم تكن على هؤلاء فقط بل هناك ملحنون آخرون مثل:

كورت اتربرغ، وايلي سيماستر، والفريد شنتتكي، ودورات روجر، وايجون ويلتز، ورالف فوغان وليامز، وبيتر ميننين، ومالكولم أرنولد، وديفيد ماسلانكا، كلهم ماتوا بعد أن أنهوا السِيمفُونِيَّةِ التاسعة.

’’أرنولد سكهونبرغ‘‘، 1874-1951، ملحنٌ استراليّ- أمريكيّ، عبَّر عن قلقِه ذات مرة حين قال: “يبدو أن التاسعة هي المنتهى، من يريد أبعد منها يموت، يبدو كما لو أن هبةً ما ستُمنح إلينا بعد كتابة العاشرة، لكننا لا نستحقها، أو لا ينبغي لنا أن نعرفها بعد، كما لو أننا لسنا مستعدين لهذه المنحة”.

ما المشكلة مع الرقم تسعة؟

في المسيحية، يرمز الرقم 9 إلى الكمال الإلهي، أو ينقل معنى النهاية، والساعة التاسعة هي ساعة الصلاة، وكذلك مات المسيح في الساعة التاسعة من النهار.

في البوذية، كان يُعتقد أن غوتاما بوذا لديه تسع فضائل، والطقوس البوذية المهمة تشمل عادةً تسعة رهبان.

في الهندوسية، تسعة هو رقم الصنم براهما.

في الثقافة الصينية، الرقم تسعة غالبًا ما يرتبط بالتنين، رمز السحر والقوة، التنين تسعة أشكال، موصوف من حيث تسع صفات، وله تسعة أبناء.

 في اليابان، يمكن اعتبار الرقم تسعة ذو حظ سيء؛ لأن كلمتهم المكونة من تسعة تبدو مثل الكلمة اليابانية التي تعني”عذاب”أو”تعذيب”.

 في مصر القديمة، كان مصطلح”تسعة أقواس”يمثل أعداء مصر. 

حتى في العصر الحديث انتقلت شركة آبل من أيفون 8 إلى ايفون إكس الذي ينطق(10).

 و لكن هل هناك سبب أعمق لعدم اختيار الناس للرقم 9؟

لعنة السِيمفُونِيَّةِ التاسعة قصةٌ مثيرةٌ للغرابة بالنسبة لعدد كبير من الملحنيين الذين ماتوا بعد كتابتها، لكن هناك الكثير من الملحنيين الذين ألفوا أكثر من تسعة مثل:

شوستاكوفيتش الذي كتب 15 سِيمفُونِيَّة، وهيتور فيلا لوبوس الذي كتب 12، وموزارت الذي كتب 41 سِيمفُونِيَّة، وهايدن الذي كتب عددًا كبيرًا بين 104-106 سِيمفُونِيَّة، لذا، من الأفضل التعامل معها على أنها خرافة.

*بالتعاون مع موقع عربي360

أضف تعليقك