كيف تحول’’ظريف الطول‘‘من لقب إلى رمز للثورة والمقاومة؟

الرابط المختصر

تعد أغنية”ظريف الطول“إرثا فلسطينيا يغنى في جميع المحافل والمناسبات الوطنية الفلسطينية، حيث تغنى هذه الأسطورة تحديدا في  مخيمات الشتات في الأردن وسوريا ولبنان وترافق كل مقاوم يحمل بندقيته بيده، ونعشه على كتفه.

ولكن كما روي عن حامل هذا الإسم، فإنه يعود لشاب يقطن في إحدى المدن الفلسطينية وكان طول قامته هو سبب بإطلاق لقب”ظريف الطول“عليه ، أما الأغنية فجاءت في ظل وجود الإنتداب البريطاني على فلسطين.

وحسب ما تناقل الأجداد ومؤرخو التراث الفلسطيني، فإن”ظريف الطول“، هو شخص غريب عن القرية التي يعيش بها، كان يعمل نجارا عند شخص يدعى أبو حسن، ذو خلق رفيع، حتى أعجبت به فتيات القرية بأكملها، وقيل أن زوجة مختار القرية طلبت منه أن يصنع لها خزانة كي تلفت نظره لابنتها، وزوجة خطيب المسجد صنعت عنده صندوقا خشبيا للملابس وحدّثته عن ابنتها، كل هذا كان دون جدوى لأن”ظريف الطول“لم تكن تلفته تلك الأمور.

صور من فلسطين قبل النكبة

 

وذات يوم شنت إحدى”العصابات الصهيونية“هجوما مباغتا على القرية، استشهد على إثره ثلاثة شبان، وحينها كان قد غاب”ظريف الطول“عن القرية لمدة أربعة أيام، وعرف لاحقا أنه غاب ليشتري البنادق من ماله الخاص، تأهبا لهجوما آخر، وبالفعل عادت العصابات بعد قرابة الشهر، فقام ظريف الطول بتوزيع 5 بنادق لشباب القرية للدفاع عن أنفهسم، وأسفرت المعركة بعدها عن قتل ستة من أفراد تلك العصابات الصهيونية.

وفي اليوم التالي قامت النساء ببيع ما يملكن من الحلي والمجوهرات ليشتروا بدلا منها البنادق، وبعد فترة قصيرة، عادت العصابات الصهيونية للإنتقام من أهل القرية، وإندلعت معركة كبيرة في مزارع التفاح، مما أدى إلى إستشهاد الكثير من شبان القرية وقتل عدد كبير من العصابات.

 وبعد إنتهاء المعركة جاء أهل القرية بحثا عن”ظريف الطول“بين الجثث و بين الأحياء، ولم يجدوا له أثرا، إلا أن أهل القرية قالوا أنه قاتل في المعركة بشراسة، وأقسم أحدهم أنه قتل أكثر من 20 شخص، وأنقذ بعضا من المصابين، لكنه لم يظهر بعد ذلك .

 

صور لمقاومة الفلسطينين للعصابات الصهيونية

 

حزن أهل القرية على غيابه، ليغنوا بعدها يا”ظريف الطول“:

 ’’يا ظريف الطول وين رايح تروح

بقلب بلادنا تعبّقت الجروح

 

يا ظريف الطول وقف تاقولك

رايح عالغربة و فلسطين أحسنلك

خايف يا زريف تروح وتتملك

وتعاشر الغير وتنساني أنا

يا زريف الطول متغرب على القوم

لا تبعد عنا وتحط علينا اللوم

انشالله بترجع بترجع عالكروم

نحصد القمحات ونجمع شملنا‘‘

 

يا ظريف الطول

 

فيما قال البعض لاحقا أنهم شاهدوا”ظريف الطول“يقاتل مع الثوار في يافا، والبعض الآخر أقسموا أنهم رأوه يقاتل في معركة الكرامة على نهر الأردن و يقوم بتفجير دبابة”للإحتلال“بعدما قطعت النهر، وآخرون شاهدوه في غزة، ومنهم من قال إنه كان في بيروت إثر اجتياح 1982، ليتبين لاحقا أن”ظريف الطول“هو كل فلسطيني صاحب قضية، وكل ثائر ومقاوم على وجه الأرض، يدافع عن قضية عادلة.

 

بالتعاون مع موقع عربي360