استياء إسرائيلي من فيلم "الممر" المصري
قالت كاتبة إسرائيلية إنه "في ذروة العلاقات الوثيقة بين مصر وإسرائيل يخرج الفيلم السينمائي المصري "الممر"، الذي يصور اليهود على أنهم مصاصو دماء، لا سيما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية يعلنان عن علاقات مميزة وخاصة تجمعهما".
وأضافت سمدار بيري، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "الفيلم المصري الذي يحاكي حقبة ما بعد هزيمة 1967، وحرب الاستنزاف، وصولا إلى حرب 1973، يصور الجيش الإسرائيلي بأنه سادي".
وأكدت أن "الفيلم تحول إلى حديث الساعة في العالم العربي، وهو يتحدث بصورة واضحة عن ضرورة إيقاع الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، مع العلم أن إسرائيل لم تعد في أدبيات السينما المصرية توصف بأنها العدو الصهيوني، وإنما العدو الإسرائيلي".
وأوضحت أن "طاقم الفيلم قام بزيارات عديدة إلى قواعد الكوماندوز المصري للتدرب على كيفية تصوير بعض المشاهد القتالية الحربية، ويعدّ فيلم "الممر" ذا موازنة مالية ضخمة، هي الأعلى في تاريخ السينما المصرية، بأكثر من ستة ملايين دولار، معظمها تم استعادتها بعد أسبوعين فقط من خروج الفيلم إلى شاشات العرض، وما زال الجمهور المصري يواصل المشاهدة والتوافد على دور السينما".
وأشارت إلى أنه "تجاوزت عروض الفيلم دور السينما المصرية إلى دول: الأردن ولبنان ودبي والإمارات والسعودية، ويتم التخطيط الآن لعرضه في دور السينما الأوروبية والأمريكية وكندا، كما تجندت شركة الطيران المصرية لأخذ أبطال الفيلم والمخرج والمنتج في رحلات مجانية حول العالم".
وأضافت أنه "لا أحد يعلم ما الذي دفع مخرج الفيلم والسيناريست المصري المشهور شريف عرفة، للعودة أكثر من خمسين عاما إلى الوراء لإعادة أجواء العداء بين مصر وإسرائيل، خاصة في الوقت الذي دأب فيه السيسي على التذكير بأنه يجري محادثات متقاربة مع نتنياهو، ما أنشأ علاقات خاصة بينهما، وسيبدو مثيرا ما الذي يقوله نتنياهو للسيسي في أقرب محادثة بينهما عن الفيلم".
وأكدت أن "السيسي أعلن أن الجيش الإسرائيلي حصل على موافقة من مصر بالعمل داخل سيناء من خلال طيرانه وسلاحه الجوي لتفجير مواقع المسلحين في شبه الجزيرة، لكن فيلم "الممر" بعيون إسرائيلية يثير علامات استفهام حول مشروعية النشاط العسكري الإسرائيلي في سيناء، فالضابط الإسرائيلي الظاهر في الفيلم باسم ديفيد يبث أكاذيب باللغة العربية واللهجة الفلسطينية، ويظهر قاتلا دائما للأسرى وخاطفا ".
وتساءلت الكاتبة: "لمن يوجه هذا الفيلم؟ من الواضح أن الجيل القديم في مصر يذكرون كيف انتهت حرب أكتوبر 1973، لكن الجيل الصغير الذي يطالبه السيسي بالانفتاح على إسرائيل يقدم "الممر" له تصويرا مشوها للجنود الإسرائيليين الذي يقتلون الأسرى المصريين خلال الحرب، ويفجرون قواعد جيشهم، في حين يظهر الجنود المصريون مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل الوطن، ومحاربة القتلة الساديين الإسرائيليين".
وختم بالقول إن "فيلم "الممر" لا يقدم مسافة وسطى في العلاقات المصرية الإسرائيلية، فهي إما أبيض أو أسود، وكما يقول أحد ممثليه: إما نحن أو هم، ولذلك من الصعب على تل أبيب أن تمر مرور الكرام على تصوير جنودها مصاصي دماء، خاصة في المرحلة التي تشهد العلاقات مع مصر ازدهارا، ولو بشكل سري، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى من قبل، لا سيما أن مصر غارقة في أزمة اقتصادية عميقة".