رشا غوانمة: من علم الاجتماع إلى "شيف حلويات"

الرابط المختصر

بأدوات الطهي المنزلية التقليدية ورأس مال لم يتجاوز 200 دينار وبحلم كبير، استطاعت العشرينية رشا الغوانمة من قرية ارحابا التي تبعد عن مركز مدينة إربد حوالي 20كم التغلب على شبح البطالة الذي يلاحق الشباب الأردني خاصة مع إرتفاع نسب المنافسة على الوظيفة الواحدة.

حيث ارتفعت نسبة البطالة بين وبلغت 43.7 ، في حين جاءت  بين الذكور 2.2 نقطة من مجموع البطالة الكلي  21.4%، للربع الثاني من العام الحالي وفقا لدائرة الإحصاءات العامة.

تعرف الغوانمة في بلدتها بأشهر شيف حلويات تعد أطباق مميزة للمناسبات الصغيرة والكبيرة خاصة "الكيك المزين"، ويعتبرها الكثير من الأجيال الشابة الصغيرة بأنها مهلم لهم كونها لم تنتظر فرصة العمل أن تأتيها بعد تخرجها عام 2019 من قسم علم الإجتماع وخدمة المجتمع في جامعة اليرموك.

 بدأت الغوانمة بعد تخرجها مباشرة  بالتعمق أكثر بموهبتها في ركن صغير في مطبخ أسرتها وكانوا هم الداعم الأكبر لها ماديا ومعنويا ثم التحقت بدورة "أساسيات صناعة الحلويات/ مساعد حلواني" في معهد التدريب المهني وبدأت مشروعها الصغير مع بدء جائحة كورونا التي كانت فرصة لها لتسويق منتجاتها بعد الإغلاقات الكبيرة لمعظم المحال والمطاعم والأسواق.

هذا وتعتبر مؤسسة التدريب المهني الحاضنة الأولى للتدريب المهني غير الأكاديمي في الأردن، حيث أنشئت عام 1976 لغايات تزويد سوق العمل المحلي والإقليمي بقوى عاملة تتمتع بميزة التنافسية في الكفاءات والمهارات المطلوبة بغض النظر عن مستواهم الأكاديمي.

وتضم المؤسسة 35 معهدًا تدريبيًا، و 350 مشغلًا، و120 برنامجًا معتمدًا من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، وتشمل طاقتها الاستيعابية 10 آلاف متدرب بالدفعة الواحد، ونجحت في تخريج ما يزيد عن 420 ألف شابة وشابة منذ تأسيسها، ممن أصبح لهم بصمات معروفة بالقطاع الخاص. 

تقول الغوانمة ل "صوت شبابي" :  من أدوات بسيطة استطعت إنقاذ نفسي من شبح البطالة والحمدلله أن عملي هو شغفي الذي لا ملل ولا كلل منه وأنا الآن أصنع أصناف متعددة يطلبها مني الزبائن بإستمرار وأفتخر بالتطور الذي يزيد من خبرتي في التزيين يوما بعد يوم.
 

وانطلاقا بدافع الشغف، لم تكتفي الغوانمة بالمستوى الذي وصلته بل سعت للإحتراف، فبحثت بعمق عالم الحلويات لتعرف مفتايح النكهات وألذ طرق جمعها ببعض لتصنع أطباق فريدة من الحلويات العربية والغربية لكن بلمستها الخاصة.

حصلت الغوانمة  العام الماضي على منحة أدوات تقدر بحوالي 700 دينار اشتملت على ( بوتاجاز وثلاجة عرض ) من إحدى المنظمات المانحة، ثم بذلك زادت كميات العرض لديها وسوقتها عبر السوشيال ميديا.


وتشارك الشيف الغوانمة تجربتها في التحول من المجال الأكاديمي الى المهني مع قريناتها اللواتي يتشبهن معها في دافع الإستقلال المادي، إذ أصبحت ثقافة العيب تتلاشى عن الفتيات خاصة في بلدتها حتى وإن كانت من الفتاة من أسرة ذات دخل مرتفع خاصة وأن المجتمع المحلي يرحب بفكرة هذه المشاريع ويدعمها، حسب الغوانمة.
 

وعن طموحها في المستقبل، فهي متحمسة للبدء في بيتها بعد زواجها الفترة المقبلة حيث تعتبر أن زوجها الداعم لها بعد أسرتها، وتتطلع لأن تصبح إسم لامع في فن الحلويات في الأردن وأن تتمكن من توصيل الطلبات خارج بلدتها بعد تزايد مطالبة زبائنها منها ذلك.
 

وختمت الشيف رشا الغوانمة قصتها "الحياة فرص، لازم نكون عارفين الوقت المناسب لأخذها وأن لا نعلق مستقبلنا على مجال واحد في ظل الأزمة الإقتصادية التي نعيشها حتى وإن حصلت على كل الدرجات الأكاديمية لابد لامتهان مهنة تصنع منها استقرارك المادي".