حراك ثقافي في البلقاء لتشجيع الشباب على المشاركة الانتخابية

الرابط المختصر

تشكل المؤسسات والهيئات الثقافية على مستوى المملكة دورا هام في تنمية المجتمعات المحلية، من خلال استهدافها شرائح المجتمع على إختلاف توجهها لنشر الوعي بين أبنائها حول القضايا الهامة والمستجدة للحفاظ على البناء المتين وتلقي المعلومة الصحيحة، وتنشط تلك المؤسسات والهيئات في محافظة البلقاء مؤخرا عبر عقد جلسات دورية مختلفة المحاور لتحقيق دورها المنشود في التنمية والإستدامة، حيث يبلغ عدد الهيئات والمؤسسات الثقافية في محافظة البلقاء 40 هيئة موزعة على أولويتها الخمسة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية تنشط تلك الهيئات والمؤسسات للتركيز على الحراك الانتخابي في المحافظة ومحاولة رفع الوعي بين الشباب خاصة على كيفية اختيار النائب، وآلية التصويت والمشهد الانتخابي بشكل عام.

محمد كلوب أحد الشباب المشاركين في الجلسات والحوارات المقامة في المحافظة يرى أن مشاركته في الجلسات "عملت على زيادة الوعي والمعرفة لديه بتكوين صورة عن أهمية اختيار المرشح المناسب بدءا من الناخب الجيد الذي يستطيع إفراز نائب على قدر من الوعي والمسؤولية وعلى قدر من الكفاءة في الرقابة التشريع,ويضيف  ل "صوت شبابي"  أنه لامس الأثر مع أقرانه الذي بات لديهم تصور كافي عن دور الأحزاب في المرحلة المقبلة وأهمية الاطلاع على برامجية الحزب قبل اختياره للتأكد من تحقيقه لاحاجياتهم المنشودة وأن الهدف المنشود الذي تسعى إليه الهيئات والمؤسسات الثقافية هو الوصول إلى أكبر شريحة مجتمعية ,وأننا اليوم كأفراد منتسبين لها يقع علينا الواجب في نشر الرسائل التي نحملها من خلال الجلسات والحوارات لنعمل يدا بيد للوصول إلى مجلس نيابي يمثل إرادة الشعب وطموحه.

أكد وزير الشباب محمد النابلسي في تصريحات صحفية أن 45% من الناخبين الأردنيين دون سن 35 وحوالي 600 ألف ناخب من الشباب سيصوتون لأول مرة في الانتخابات النيابية القادمة , وأن الوزارة تطمح الى زيادة نسبة مشاركتهم ضمن القوائم الحزبية والوطنية.

 

ولم يأت هذا الحراك فجأة حيث بدأ  منذ إطلاق رؤية التحديث السياسين بحسب أمين عام وزارة الشباب حسين جبور الذي قال ل"صوت شبابي"  إن الوزارة وضعت خطة شاملة تهدف إلى ترجمة محاور الرؤية من خلال برامج توعوية تركز على التعريف بالتشريعات المنظمة للحياة السياسية مثل قوانين الانتخاب والأحزاب, كما تشمل هذه البرامج أنشطة عملية مثل المخيمات السياسية الحزبية ومحاكاة العملية الإنتخابية التي تقدم من خلال المؤسسات والهيئات الثقافية.

ويركز  الحراك في البلقاء عبر جلسات تعريفية بقانون الانتخاب الجديد وأهميته والدور الذي يقع على عاتق الشباب اليوم في المشاركة في الانتخابات ترشيحا و تصويتا كما يرى مهند الواكد منسق هيئة شباب كلنا الأردن في محافظة البلقاء ويقول ل "صوت شبابي": من خلال تخفيض سن الترشح إلى 25 عام بدلا من 30,  بالإضافة إلى تخصيص مكان لشاب أو شابة دون 35 عاما ضمن المرشحين الخمسة الأوائل في الحزب ، تم استقطاب عدد من صناع القرار السياسيين وهم بمثابة بيوت الخبرة في هذه المرحلة ليتم محاورة الشباب حول تساؤلاتهم وتطلعاتهم نحو المشاركة, بالإضافة إلى تشبيك عدد من الشباب المشاركين مع الهيئة المستقلة للإنتخاب للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ,ومن خلال الهيئة تم إطلاق مشروع"أدوار تنتظرنا" الذي يهدف إلى بناء الثقافة السياسية لدى الشباب الذي تم على أربعة مراحل وأصدر على أثره وثيقة بالمخرجات سيتم اطلاع النواب فيما بعد عليها , ويشيد الواكد بأهمية الهيئات والمؤسسات الثقافية بما تقدمه من مساحة مفتوحة للحوار بين الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرار وتداوله وتعريفهم على الأدوار المطلوبة منهم خلال المرحلة القادمة لتعزيز أطر المجتمع والحفاظ على مكوناته.

من جانبه قال الدكتور محمود الدباس محاضر مختص في قانون الانتخاب والأحزاب  أن الهيئات والمؤسسات الثقافية في المحافظة كانت لهم بمثابة مساحات تقدم يد العون والتشارك لبلورة المفاهيم والمعلومات لدى الشباب خصوصا فيما يتعلق بالإنتخابات النيابية والأحزاب السياسية, حيث تم إعطاء محاضرات توعوية في قانون الأحزاب على مدار خمسة أشهر بما يعادل 22 محاضرة على كافة ألوية محافظة البلقاء, من خلال الهيئات والمؤسسات الثقافية حيث تم رفع مستوى الوعي العام للمشاركين فيما يتعلق بتعديلات القانون التي وصفها بالدقيقة التي تحتاج إلى خبراء مختصين لتبسيط المفاهيم التي يتضمنها القانون بما فيها التعديلات التي أدرجت عودة الأحزاب إلى الساحة مؤخرا ، ومن المصطلحات التي عملت الجلسات على تبسيطها مصطلح " العتبة الانتخابية" التي تتعلق بحسم النتيجة بناءا على عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشح والعديد أيضا من البنود المتعلقة بسن الترشح والقوائم الحزبية والية الإقتراع ، وببين الدباس ل "صوت شبابي": تمت  هذه المحاضرات بأسلوب جديد وهو محاكاة العملية الإنتخابية من خلال إقامة انتخابات إفتراضية بين المشاركين نستطيع من خلالها تبسيط العملية والمشاركة التحضيرية لها , ويضيف الدباس انه في المراحل القادمة يجب علينا العمل للوصول إلى كافة شرائح المجتمع لنضمن فيما بعد رقعة أكبر من المشاركة والوعي، خصوصا وأن الصورة العامة التي كانت تمتلكها الأحزاب السياسية في الأردن سابقا غير مشجعة إلا أننا اليوم نجد فئة كبيرة من الشباب المشارك والمرشح على مستوى المملكة يتجه إلى إختيار الحزب الأنسب له وهذا التقدم يحتم علينا العمل بجهد وجد اكبر للوصول إلى بر الأمان من خلال المعرفة والممارسة الحقيقة التي نقف اليوم على أعتاب خطوات منها.