الحراك الطلابي بين التضامن مع غزة وتقييد الحريات

الرابط المختصر

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويشهد الشارع الأردني تحركا شعبيا ملحوظا، وذلك تضامنا مع أهالي القطاع المتضررين من العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، ومع ذلك، فإن الحراك الطلابي في الجامعات الأردنية يعاني من تراجع كبير ويواجه ضعفا في تنفيذ الأنشطة والفعاليات السياسية.

فرغم تشكيل ملتقى طلابي لدعم المقاومة منذ بداية الحرب على غزة، يضم ممثلين من مختلف القوى الطلابية من الجامعات الأردنية، بهدف واحد وهو دعم المقاومة في الأوضاع الصعبة التي يواجهها القطاع، إلا أن النشاط الملتقى تراجع تدريجيا.

ويأتي هذا التراجع، بعد صدور عدة قرارات بفصل عدد من الطلبة وإنذار آخرين بسبب مشاركتهم في الفعاليات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية في غزة، حيث كانت كفيلة بأن تضعف النشاط الطلابي الذي بدأ بقوة في بداية الحرب يقول عضو الملتقى عبدالله سلامة.



 

تخوفات الطلبة

ويضيف الطالب سلامة وهو عضو قائمة التجديد في الجامعة الأردنية أن تشديد عمادة شؤون الطلبة في تحويل الطلاب إلى لجان التحقيق بسبب نشاطاتهم، مما ادى في بعض الحالات إلى فصل الطلبة أو تنفيذ اعتقالات بحقهم، أثر على مساراتهم الأكاديمية بشكل كبير، خاصة خلال فترة الامتحانات.

هذا الوضع بحسب الطالب سلامة، يثير قلق الطلبة من المشاركة في الأنشطة المناصرة لغزة خوفا على مستقبلهم الأكاديمي، إلا أنهم يؤكدون استمرار الحراك الطلابي رغم التحديات، خاصة مع استمرار الأزمة في غزة، مما يشير إلى بتصاعد الفعاليات الطلابية في المستقبل القريب.

وانتشرت مقاطع وصور على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية تظهر قيام الأمن الجامعي في احدى الجامعات الأردنية بمنع طلبة من القيام بالصلاة على أرواح شهداء قطاع غزة.

كما أصدر المرصد الطلابي بيانا ينتقد فيه هذه الإجراءات من انتهاكات حقوقية في عدد من الجامعات الأردنية، بسبب مواقف الطلبة المؤيدة لغزة، الأمر الذي يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة تجاه حرب الإبادة الجماعية في غزة.


 

تراجع .. ليس وليد اللحظة

بعد تحقيق الانفراج الديمقراطي في عام 1989، من خلال إنشاء لجنة تحضيرية للاتحاد العام لطلبة الأردن، وضم ثلاث جامعات رئيسية، شهد الحراك الطلابي تعزيزا كبيرا في ذلك الوقت، لكن بعد عام 1992، بدأت هذه الحركة بالتراجع بشكل تدريجي، نتيجة التعليمات والتهديدات داخل الجامعات التي تمنع وجود قوة طلابية فعالة، وتغيير اتحادات الطلبة، وفرض عقوبات على الطلبة الناشطين، وفي نفس السياق، انخفض دور الأحزاب في دعم الطلاب في الجامعات الأردنية بشكل عام بعد عام 1991.

يعزو منسق الحملة الوطنية لأجل حقوق الطلبة ذبحتونا الدكتور فاخر دعاس، هذا التراجع نتيجة إلى تراكمات تاريخية تجاوزت اللحظة الراهنة، وخلال السنوات الماضية، شهد دور الحركة الطلابية تراجعا وغيابا في الجامعات.

ويرى دعاس أن أنظمة التأديب في الجامعات تساهم في غياب الحراك الطلابي، حيث وضعت هذه القوانين في التسعينيات ولا تزال سارية حتى الآن.

"تقيد حرية العمل الطلابي بشكل كبير، وفرض عقوبات صارمة على الطلاب المشاركين في هذه الفعاليات، بالإضافة إلى ذلك، تراجع دور الأحزاب ونظام الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانية، تغيير اتحادات الطلبة، ايضا لعبت دورا في هذا التراجع"، بحسب دعاس.

ويشير دعاس إلى أن النظام الأكاديمي يقيد حرية التعبير والتحرك والتضامن للطلاب بشكل شبه تام، ولكن في الجامعات الأجنبية، هناك حرية أكبر بكثير، ومع ذلك، فإن هذه القضية ليست محصورة في الجامعات فقط، بل هي تهم جميع الأردنيين، حيث إن معظم المشاركين في الحراكات الشعبية اليومية في محيط السفارة الإسرائيلية هم طلاب جامعات، ويعتبر ذلك وسيلة لهم لدعم القضية الفلسطينية.

وقد شهدت الجامعات الأجنبية العديد من الحركات الطلابية المساندة لفلسطين، ووصفها الخبراء السياسيون بأنها زعزعت استقرار الاحتلال ودفعت حكومات تلك الدول إلى استخدام القوة بكل قسوة لقمع الاحتجاجات المناهضة للسياسات الإسرائيلية والتي تطالب بوقف العدوان على غزة.