أفق الإعادة والعمل : خيارات عديدة أمام من لم يحالفهم الحظ في التوجيهي
اجتاز مئات الآلاف من الطلبة امتحانات "التوجيهي" بتفوق، وآخرين بنجاح بينما وقف آخرون على عتبات النجاح، وكان من بينهم "عمر" الذي تبددت أحلامه إلى سراب بعد ظهور النتائج، كما يقولن مضيفا " رغم دراستي المتواصلة بجد واجتهاد طيلة العام الدراسة، صدمت عند رؤية النتائج، فلم يكون الرسوب واردا في حساباتي، ظللت أياما عديدة حبيس المنزل، فلا خروج ولا تواصل مع أحد"
ولكن عائلته لم تقف مكتوفة الأيدي "أمام مصابي، كما وصفه ل "صوت شبابي" بل قدموا لي دعما معنويا كبيرا، وأكدوا لي إمكانية النجاح بعد تقديم الامتحانات التكميلية، فقصتي لم تنته عند الرسوب، فما زال أمامي فرصة ذهبية للالتحاق بالجامعة وأحقق حلمي في دراسة "المحاسبة".
"رزان" استقبلت نتيجة الثانوية العامة بصدمة، ليس لرسوبها وإنما على العكس فقد اجتازت التوجيهي بنجاح إلا أن معدلها لا يؤهلها لدراسة تخصص الصيدلية والذي كانت تطمح إليه دوما، وهي لا تفكر في تغيير التخصص، مؤكدة ل "صوت شبابي" : سأعيد بعض المواد التكميلية للحصول على معدل يؤهلني لدراسة "الصيدلة".
وهو تماما ما قامت به "ضحى" التي أعادت العام الماضي ثلاثة مواد من أجل رفع المعدل العام والحصول على تخصص الصيدلة، الإصرار والإرادة والعزيمة جعلت الوصول إلى حلمها سهل المنال، وفعلا بعد الخضوع للامتحان التكميلي استطاعت رفع معدلها بما يتناسب والحصول على المقعد التنافسي في تخصص الصيدلة.
ضحى الآن تدرس تخصص الصيدلة في الجامعة الأردنية، لم تخجل من خضوعها للامتحان التكميلي بحسب ما قالت ل "صوت شبابي" ، بل و أنهت السنة الأولى بمعدل ممتاز.
تنص تعليمات وزارة التربية والتعليم وفيما يتعلق بإعادة الامتحان لرفع المعدل أن هناك 3 فئات من الطلبة المتقدمين لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، الفئة الأولى ، هم الطلاب الناجحين نجاح جامعة ، والفئة الثانية للطلبة الناجحين نجاح كلية والفئة الثالثة غير المستكملين لمتطلبات النجاح.
وفي ما يخص الفئة الأولى فإن الطالب الناجح نجاح جامعة ويرغب برفع معدله تحسب له العلامة الأحدث بكشف العلامات الجديد مع حقه في استخدام الكشف السابق ويتم التعامل مع الكشف الجديد أو القديم حسب رغبة الطالب في حين لا يجوز للطالب أن يحتسب علامات لمواد معينة من القديم وعلامات مواد أخرى من الجديد، فبعد الإعادة سيصدر كشف علامات جديد للطالب يحتوي على علامات جميع المواد التي تم إعادتها وعلامات المواد التي لم يتم إعادتها وفي هذه الحالة يجوز للطالب استخدام الكشف القديم أو الجديد ككتلة واحدة .
أما الطالب في الفئتين الثانية والثالثة ، تحسب له العلامة الأعلى مع الاحتفاظ بحقه في استخدام أي من الكشوفات التي تحقق مصلحته مؤكدا أنه لا يوجد ما يلغي الكشف السابق على الإطلاق.
آمال لا تزال قيد التحقق
لم يحالف الحظ الطالب قاسم دعاس في امتحان الثانوية العامة، ورسب في مادتي الكيمياء والرياضيات، تأثر كثيرا في البداية، إلا أنه قرر البحث عن عمل لحين انتظاره موعد الامتحان التكميلي، وهو اليوم بالفعل يعمل في محل للخضار والفواكه، يحصل على اجرة قدرها 5 دنانير في نهاية اليوم، عمله الحالي يزيد من إصراره على إعادة تلك المواد التي لم يفلح فيها، كما قال ل "صوت شبابي" .
والد قاسم رغم صدمته برسوب ولده الإ أنه يقول" لن أهدأ حتى أرى ابني على مقاعد الجامعة، فهي سلاحه الأمثل لخوض غمار الحياة، قلت له مرارا لم تنته الحياة عند رسوبك، وسنقف يدا واحدة في العائلة حتى نراه يعبر إلى بر الأمان، فهو أول فرحة لنا ولن تكون آخر فرحة بإذن الله".
وتبين الأخصائية التربوية والإجتماعية "لمى الحرباوي" بأن طريقة التعامل السليم مع نتيجة الثانوية العامة أمر مهم للغاية، فعادة ما يتم التعامل مع من لم يحالفه الحظ بالشتم والتوبيخ، ما يؤثر على نفسية الطالب ويؤدي إلى فشله في المستقبل" مضيفة ل "صوت شبابي" " هناك عدد من الطلبة لطالما تميزوا في مسيرتهم التعليمية طيلة السنوات السابقة، لكن الحظ لم يحالفهم في هذا العام، فبعضهم من تعرض لظروف نفسية صعبة وآخرون واجهتهم ظروف طارئة جعلت بينهم وبين النجاح عائقا، ودعت الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ إلى البحث عن الأسباب التي أدت إلى إخفاقهم، وأن يحضروا جيدا لتقديم الامتحانات التكميلية خاصة وأن الامتحانات التكميلية على الأبواب.
ودعت الأهالي إلى التعامل مع نتائج الثانوية العامة بروية وهدوء، ومراعاة شعور الطلبة خاصة ممن لم يحالفهم الحظ، فالحياة لا تنتهي بالرسوب وإنما بتجديد الأمل والمثابرة والإصرار.
هذا وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت مطلع أغسطس الجاري في مؤتمر صحفي أن نسب النجاح في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" لعام 2024 في الأردن، لجميع الفروع الدراسية، بلغت 63.1%.، مبينة أن موعد الدورة التكميلية لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي" عادة ما يكون في نهاية شهر كانون الأول المقبل.