فاتنة نموذج من سيدات الاغوار الشمالية
تعيش فاتنة ابداح ذات الثلاثين ربيعاً في الأغوار الشمالية في منطقة تعتبر من أشد المناطق فقراً في المملكة، وبالرغم من الظروف الصعبة المحيطة بها تمكنت من تحطيم قيود الفقر وكافحت من أجل تأمين لقمة العيش لأفراد أسرتها المكونة من خمسة أشخاص.
تروي لنا فاتنة دوافعها لإنشاء روضة أطفال حيث كان حبها للاطفال بداية مشوراها، إذ ومنذ تخرجها في عام 1992 بتخصص تربية طفل عملت في أكثر من روضة أطفال، وأشارت إلى أن معاملة أغلب أصحاب الروضات للمعلمات كانت سيئة ورواتبهم قليلة لا تتجاوز ال 50 ديناراً؛ تلك التجارب كانت سبباً قوياً لإصرارها على إنشاء روضة أطفال وشق طريقها بنفسها .
كانت الظروف المادية الصعبة لفاتنة من أكبر المعيقات التي واجهتها في بداية مشوراها حيث لجأت إلى إحدى الجهات التي تقدم قروضاً وحصلت على قرض قيمته 8 آلاف دينار لتحقيق حلمها؛ ثم استأجرت فاتنة مبنى في منطقة طبقة فحل وتم تجهيزه بما يتناسب مع الأطفال من حيث الألوان والرسومات والعبارات المحببة لهم.
قالت فاتنة إنه منذ يوم الافتتاح في عام 2004 تم تسجيل 130 طالباً في الروضة وهذا العدد كان فوق المتوقع بالنسبة لها، مما دفعها لإعطاء أفضل ما لديها للفوز بثقة الأطفال، حيث قامت بتعيين أفضل المعلمات اللواتي كانت لها تجربة معهن في عملها السابق .
تدعو فاتنة كل فتاة لديها المقدرة على إنشاء أي مشروع أن تعمل على تحقيقه وتتسلح بالإرادة القوية لتحقيق ما تصبو اليه من نجاح وأن لا تقف مكتوفة الأيدي تنتظر الوظائف الحكومية التي تعتمد على الواسطة والمحسوبية فحسب، بل أن تشق طريقها بنفسها .