عادات وطمع ومغالاة في المهور يحرم الفتيات من الزواج في الأغوار

الرابط المختصر

تنوعت أسباب تأخر سن الزواج لدى الكثير من فتيات لواء دير علا فمنها العادات والتقاليد ومنها طمع العائلة براتب الفتاة العاملة، إضافة إلى ارتفاع المهور التي يعجز عن توفيرها الشباب.

وبحسب العديد من الفتيات اللواتي تتجاوز أعمارهن الثلاثين عاماً فان مشكلة تأخر سن الزواج في اللواء باتت مشكلة يصعب حلها في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

ولقد قاربت الفتاة "غادة" وهو اسم مستعار على مشارف الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد بالرغم من أنه تقدم لخطبتها الكثير، وذلك بسبب عادات وتقاليد عائلتها التي تمنع زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى.

وتلعب العادات الاجتماعية أيضاً في اللواء دوراً بارزاً في تفشي مشكلة تأخر سن الزواج بهدف المحافظة على الأنساب وعدم الاختلاط ، مما يدفع الكثير من العائلات إلى رفض الزواج من بعضها البعض.

وأوضحت العديد من الفتيات أن ارتفاع المهور والمغالاة فيها أحد أهم القواسم المشتركة لارتفاع ظاهرة تأخر سن الزواج فضلاً عن التشدد في تحديد مواصفات عش الزوجية والأثاث من قبل الأهالي.

ترى "خالدة" ابنة الخمسة والثلاثين عاماً أن البطالة عامل أساسي في تأخر سن الزواج وتقول إن انحسار الوظائف وفرص العمل أمام الشباب شجعهم على الهجرة خارج البلاد والزواج من الأجنبيات، لذا من الضروري توفير فرص العمل للحد من انتشار مشكلة تأخر سن الزواج التي تؤثر على المجتمع المحلي.

ولكن "رائدة" وهو اسم مستعار أيضاً تشير إلى أن خروج الفتاة للتعليم الجامعي والعمل جعلها مترددة بالزواج ولا تقبل بشاب غير متعلم ولا يحمل شهادة جامعية، وتمضي السنوات وهي تنتظر الرجل المناسب.

وتقول رئيسة اتحاد النساء، فرع البلقاء، "عجائب هديرس" أن أسباب التأخر عديدة أهمها العادات والتقاليد وطمع العائلة براتب الفتاة العاملة، موضحة أن تأخر سن الزواج يؤثر سلباً على نفسية الفتاة، مما يؤثر أيضاً على المجتمع المحلي.

وتقول "هديرس" إن حل المشكلة يكمن لدى الأهل من خلال التخلي عن العادات والتقاليد السيئة التي تؤثر على المجتمع بأسره، إضافة إلى التخفيف من مطالب الزواج لتمكين الشباب من الإقبال عليه.

وبيّن أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور "حسين الخزاعي" أن ضعف الوازع الديني لدى الأهالي وترك أمر اختيار الشريك بيد الأبناء هو أحد أسباب تأخر سن الزواج.

 وأشار "الخزاعي" إلى التأثيرات السلبية لتأخر سن الزواج على نفسية الفتاة منها حرمانها من الأمومة والاستقرار الأسري إضافة إلى وجود  مشاعر الغيرة والتوتر والاكتئاب والخوف من المجهول مما يمنعها من الاختلاط بالمجتمع والتفاعل معه.

والزواج هو حلم يداعب خيال كل فتاة لتتوج ملكة على عرشه ولكن زحمة الحياة وتعدد مسؤولياتها والظروف الاقتصادية والاجتماعية في اللواء جميعها أسباب تكاد تجعل هذا الحلم أن يتوارى ويتحول إلى سراب تلهث وراءه كل فتاة.