مزارعو وادي الاردن يبدأون الموسم الزراعي رغم استمرار الاحداث في الدول المجاورة
باشر مزارعو مناطق وادي الاردن بتحضير أراضيهم تمهيدا للبدء بموسمهم الزراعي الاول بعد الاحداث التي عصفت بالمنطقة وسط تخوفات كبيرة من تأثير هذه الاحداث علِ القطاع الزراعي الذي يعتمد كليا في تسويق انتاجه على اسواق هذه الدول.
وأشار عدد من المزارعين الى أن القطاع الزراعي يعاني من مشاكل ابرزها الاختناقات التسويقية مبدين تخوفهم من استمرار الاحداث في هذه الدول الامر الذي سيعيق تصدير المنتجات والبضائع من الاردن الى هذه الدول كما هو معتاد في المواسم السابقة.
وأشار المزارعون الى ان هذه الاسواق تستوعب اكثر من 90% من الانتاج الزراعي الاردني وتعثر وصول الانتاج الزراعي اليها سيتسبب بكارثة حقيقية.
وأضافوا ان مخاوفهم تزايدت مع بدء التحضيرات للموسم الزراعي القادم التي كشفت عن زيادة كبيرة في المساحات المجهزة للزراعة وازدياد اعداد البيوت البلاستيكية مما ينذر بزيادة كميات الانتاج الى مستويات غير مسبوقة قد تتسبب في اختناقات تسويقية تهوي بالاسعار الى حدود متدنية.
وأشاروا الى ان هذه المشكلة ستلحق خسائر فادحة بالمزارعين خاصة ان معظمهم سيعمدون الى زراعة الاصناف التقليدية المتداولة كالبندورة والخيار والباذنجان والكوسا والفلفل وهي الزراعات التي تلاقي رواجا تصديريا كبيرا.
ويؤكد عدد من أصحاب المشاتل الزراعية أن نسبة التشتيل في المشاتل زادت عن العام الماضي بنسبة 100% مما يعني ان المساحات المزروعة سوف تتضاعف عما كانت عليه العام الماضي.
وتوقعوا ان تتعرض الاسواق الزراعية عرضا يفوق الطلب خلال هذا الموسم اذا ما استمرت الاحداث في الدول المجاورة خاصة مع زيادة الانتاج في المنطقة الامر الذي سيسبب خسائر كبيرة قد يعجز المزارعون عن تحمل عواقبها.
ويشير مدير التسويق الزراعي في وزارة الزراعة المهندس اسامة النجداوي الى ان استمرار الاحداث في الدول المجاورة سيؤثر سلبا على تصدير المنتجات الزراعية الى اسواق هذه الدول واسواق الدول التي تصلها المنتجات عبر الدول المجاورة مما سيضعنا امام تحديات كبيرة.
وأضاف ان الوزارة قامت باجراء محادثات مع الجانب العراقي من اجل السماح للصادرات الزراعية الاردنية بالمرور ترانزيت الى تركيا ودول اوروبا الشرقية كبديل عن استخدام الطريق السورية, مبينا ان التصدير الى السوق السوري سيستمر من خلال طرق غير مباشرة فيما سيتم توقيع بروتوكول زراعي مع الاشقاء العراقيين لفتح السوق العراقية امام المنتجات الزراعية الاردنية.
وأشار الى ان الاسواق الاخرى بدأت بالفعل باستقبال الخضراوات الاردنية حيث تم ادخال شحنة الى السوق السعودية خلال الفترة الماضية وسيتم العمل على فتح اسواق جديدة لمواجهة أية اختناقات تسويقية.
ودعا المزارعين الى بذل مزيد من التعاون والعمل على تنويع زراعة المحاصيل التقليدية والتوجه الى زراعة المحاصيل الاقتصادية كالفلفل والفاصوليا والفراولة والبروكلي والباميا والهيليون والنخيل اضافة الى زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والحبوب والاعلاف وتقليل المساحات المزروعة واعتماد النمط الزراعي للحد من الاختناقات التسويقية." مؤكدا ان اقتصار المزارعين على زراعة محاصيل البندورة والباذنجان والخيار والكوسا وغيرها من المحاصيل التقليدية حتما سيسبب اختناقات تسويقية وسيؤدي الى تدني اسعارها مما يعني خسائر مؤكدة للمزارعين