مزارعات في محافظة عجلون: العمل في القطاع الزراعي "مش جايب همه"
رغم ما تعانيه المرأة الريفية في محافظة عجلون من واقع صعب إلا أن جائحة كورونا "زادت الطين بله" كما وصفها بعض المزارعات، حيث أن واقع عمل النساء المزارعات يعاني ما قبل جائحة كورونا من تحديات عديدة، مرتبطة في قلة الأجور وطبيعة العمل الشاق التي تواجه النساء العاملات في قطاع الزراعة،
إلا أن الجائحة كان لها تأثير على واقع عمل النساء وقدرتهن على التنقل ومستوى الدخل المتأتي من العمل الزراعي، سيما أن محافظة عجلون تعتبر من المحافظات ذات الطابع الريفي الزراعي، وتعتمد الكثير من نسائها على المشاريع الزراعية، لكن الجائحة ضاعفت هذه التحديات.
وفاء الفريحات هي مزارعة من لواء كفرنجة ولديها مزرعة زيتون ونباتات عطرية وطبّية وتعتمد عليها كمصدر رئيسي للدخل، بينت بأن الجائحة أثرت عليها بشكل كبير، وأنها كانت تواجه تحدي كبير في الوصول إلى المزرعة وقطف الثمار وري المزروعات وخاصة وأن أوقات الري مقسمة حسب الأدوار وكان دور الري لمشروعها يصادف يوم الجمعة وهو يوم الحظر، مؤكدة أيضًا بأن إغلاق المطاعم كان له أثر سلبي على تسويق منتجاتها، حيث كانت تسوق منتجاتها قبل جائحة كورونا في أحد المطاعم السياحية.
أما المزارعة شذى بطاينة وهي من قضاء صخرة لديها مشروع بيت بلاستيك وتزرع بداخله أصناف متنوعة من الخضار، جاءت موجة صقيع وحدوث أضرار في أجزاء من البيت البلاستيكي، وبينت أن الجائحة أدت إلى توقف مشروعها بالكامل، بسبب صعوبة تسويق المنتجات والعمل في قطاع الزراعة غير مجدي أو كما قالت "مش جايب همه".
المهندس رائد الشرمان مدير مديرية زراعة محافظة عجلون أكد بأن مديرية الزراعة قامت بالاستجابة والتواصل مع المزارعين والمزارعات وتسهيل الوصول إلى مشاريعهم الزراعية وإعطائهم التصاريح اللازمة، وأيضًا تقديم النصح والإرشاد لهم من خلال قسم الإرشاد في مديرية الزراعة، وتقديم الدعم الفني والمنح للمشاريع الزراعية.
رئيسة الاتحاد النوعي للمزارعات المنتجات زينب المومني أشارت بأن الاتحاد خلال الجائحة كان على تواصل دائم مع المزارعات، وتقديم بعض النصائح لهن؛ كتحويل المنتجات الزراعية إلى تصنيع غذائي وتجفيف بعض المنتجات، وتدريب المزارعات على كيفية تسويق المنتجات إلكترونياً، بالإضافة إلى تأجيل أقساط القروض لهن.
أما المزارعة فاطمة ربابعة وهي من بلدة الهاشمية كان لها رأي مختلف حيث أشارت بأن الجائحة ذات فائدة لها لأن أبناءها كانوا بلا عمل خلال الجائحة "كويسه كثير؛ لأنه وجدت فرصة انه أولادي يكونوا موجودين ويوفر أيدي عاملة... كلها قاعده"
وعند الوقوف على الحلول كانت للمزارعات حلول عديدة من شأنها أن تقوم بتحسين واقع القطاع الزراعي، حيث أكدت المومني بأن دعم المزارعات وتفعيل صندوق المخاطر يحسن الواقع للمزارعات، وبينت الفريحات على أن يكون هناك منح للمشاريع الزراعية الصغيرة، وتقوم وزارة الزراعة بتقديم الدعم المادي للمزارعات لتطوير المشاريع، وأضافت البطاينة بأن يكون هناك متابعة وإرشاد دائم للمزارعات من قبل وزارة الزراعة.