بينَ حاجةٍ إلى تأمينِ مَصدرِ دخلْ ومَوهبةٍ مِنْ اللهْ ، ومِنْ بَيْنِ جُدرانِ المَنازلْ ، أبدعتْ سيداتٌ منْ مُحافظةِ الكركْ في صِناعةِ المنتجاتِ اليدويةِ السياحيةْ على اختلافِ أشكالِها وأنواعِها ، إلاّ أنّهُنَّ ما يَزلنَ يَبحثنَ عَنْ طُرُقَ وأمَاكِنَ لتَسْويقِ مُنتَجَاتِهِنْ بِشكلٍ يَحفظُ كَرامتَهُنْ ، ويؤمّنُ لَهُنّ مَصدرَ دخْلٍ مُناسبٍ يُعِلنَ بِهِ أنْفُسَهُنّ وعائِلاتِهُنْ
بعضُ هؤلاءِ السّيداتِ اعتَزَلنَ المِهَنَ الّتِي احتَرَفْنَهَا ، والبَعضُ مِنْهُنّ أصبحَ يَعملُ حَسَبَ الطّلَبْ والمَعرِفَةِ الشّخْصيه ، ذلكَ بَعدَما كان اعتِمَادُهُنَّ بِشكلٍ كُلّي عَلى البَازاراتِ السّنويةِ او النِّصفِ سَنَوية الّتي تُقِيْمُها الجَمعياتُ او وِزارةُ السِّيَاحَةِ والّتِي قَد لا تُؤَثرُ في دخلهنَّ شيء ، ولا تُسمنُ ولا تُغنِي مِنْ جُوعْ ، بَلْ قَد تَكونُ أحياناً تَكْلُفَةُ المُشَاركةِ في هذهِ البازاراتِ أكثرَ مِنْ دُخلِها ، هذا كُلّه دُونَ وُجودُ حَلٍّ دائِمٍ يُمَكِّنَهُنْ مِنْ إيجادِ مَصْدَرِ دَخْلٍ ثَابِتٍ يَعْتمدنَ بِهِ على أنفُسِهِنْ دُونَ الحَاجَةِ إلى النَّاس
مَا يزيدُ عَلى سِتَّةٍ وعِشّرِون ألفَ سائِحٍ وزَائِرٍ لِمُحَافَظَةِ الكَرَكْ سَنَوياً ، هذا العَدَدُ إذا مَا تَمَّ استِغْلاله بِالتَّسْويْقِ لمُنْتَجَاتِ هَذهِ السِّيداتِ بِشكلٍ جَيِّدْ وبكفاءةٍ عاليهْ ، قدْ يُساهِمُ في رَفْعِ دخْلِ هذهِ السَّيْداتْ ، وبِالتَّالِي يَرْفَعُ دَخْلَ أُسَرِهِنْ وسَيُقَلّلُ بِشَكْلٍ أو بِآخرْ من الفقرِ في المُحَافَظَه ، أمّا أصحابُ المَحَالِّ التِّجاريّةِ السِّياحِيّةْ ، فَقَدْ أبدَوا تَعَاوُنَهُمْ مع السَّيداتْ ، ولكنَّ شَكواهُم أنَّ أسْعَارَ المُنْتَجَاتِ الّتِي تَصنَعُها هَذِهِ السَّيداتْ ، كانَتْ باهظَة وأنَّ مُنْتَجَاتِهِنْ لَمْ تَتَنَاسَبْ ومَا يَطلُبُهُ السَّائِحُ أو الزَّائِرْ
مُدِيريّةُ سِياحَةِ الكَرَكْ مِنْ جِهَتِها أبْدَتْ التّعاوُنَ أيضاً بِالنِّسْبَةِ لِتَسويِقِ مُنْتَجاتِ تِلكَ السّيداتْ ، وأنّها قادرةٌ عَلى إلزَامِ الفَنادقِ وبازاراتِ السُّيّاحِ في الكركْ على عرضِ هذهِ المُنْتَجَاتْ ولكنَّ طَبيعَةَ المُنتَجَاتْ ، لا تَتَناسَبُ ورَغْبَاتِ الزُّوّارِ الشِّرائِيَّةْ ، كما أنَّ هُنَاكَ مَشاريعَ مُستقبليّه ، سّيتِمّ افتِتِاحُها لِتسويقِ مُنْتَجاتِهِنْ بالإضّافةِ إلى مَعرَضٍ دائِمٍ تابِعٍ لِوِزارةِ السياحةِ سيتمُّ افتِتَاحُهُ خلالَ شهرِ أيلُولْ من عامِ 2019 في محافظةِ عَمّانْ ، ليبيعَ المنتجاتِ للسيداتْ بِرَسْمِ البيعْ
ما بينَ وُعُودٍ حُكُوميَّهْ وتَشْجِيْعٍ عَلى التَّوَجُّهِ للمِهَنِ والحِرفْ ، وبينَ التِزاماتٍ وفقرٍ وعَائلاتٍ تَحتاجُ إلى الإعالةِ ورفعِ مستوى دخلِها الشَّهْريْ ، وبينَ ارتفاعٍ في أسعارِ المَوادِّ الخامِ للتصنيعْ ، وَقعَتْ هذهِ السّيداتُ في حيرةٍ مِنْ أمرهنْ ومُنْتجاتٍ تُكلِّفُهنَّ الكَثِيرَ مِنَ المَالِ والجُهْدِ دونَ جدوىْ.
هذا التقرير من إعداد فريق مؤسسة قلعة الكرك ضمن مشروع (نساء الجنوب في التحقيقات الصحفية) .. ضمن مشروع #صوتك_هويتك الذي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي الممول من الإتحاد الأوروبي.