ما بعد تدمر والايقاع السوري

ما بعد تدمر والايقاع السوري

كنت مساء أول أمس الاثنين ضيفاً على فضائية anb العراقية التي تبث من عمان متحدثاً حول تطورات المشهد في سوريا وضيف أخر من لبنان هو المحامي أمجد طعمة وأدارت الحوار الاعلامية الزميلة علا أبو جاموس.

 

ما أريد أن اكرسه في هذه الزاوية وهو ذات الكلام الذي سعيت على مدار الحوار الذي دام قرابة الساعة أننا في ربع الساعة الاخير في الازمة السورية وعلى الجميع أن يتكيف مع مسار الحل السياسي الذي أصبح وشيكاً وستتوقف مع انطلاقته المقبلة في الحادي عشر من نيسان شهية التصريحات العبثية التي كنا نسمعها عن رحيل الاسد.

 

ما بعد تدمر المدينة التاريخية الضاربة جذورها في الجغرافيا والحضارة والانسانية ليس مثل ما قبلها وسيستمر الحسم العسكري كما توقعنا منذ أكثر من ثلاثة شهور بأن الدولة الوطنية ستدخل مرحلة استثمار الهدنة في حالة الامساك بالجغرافيا السياسية السورية التي بدأت مع تطهير تدمر وستمر بمرحلة تطهير المناطق المحيطة بها وصولاً الى تطهير دير الزور ، وصولاً في نهاية المطاف الى تحرير الرقة .

 

انه مسار الحسم العسكري الذي يترافق مع مسار الحل السياسي الذي وضعت خريطته النهائية في موسكو وأصبح واضحاً أنه مطلوب من الطرف الامريكي ضبط ايقاع المعارضة القادمة من الرياض وبقية حلقاتها كما هو مطلوب من موسكو ضبط ايقاع الرتم السوري بما يخدم مسار الحل السياسي الذي نضجت معالمه بصورة واضحة تقوم على حكومة وطنية موسعة في حزيران وتعديلات دستورية أو دستور جديد في آب المقبل وقبل دخول شهر ايلول.

 

من لا يقرأ ما بين سطور المشهد السياسي والتحولات الجارية عليه أن يتوقف عن الاحلام والعبث وانتظار الحل العسكري الامريكي في مرحلة ما بعد الانتخابات الامريكية.

 

أمريكا لم تعد مشغولة بملف الشرق الاوسط وسلمت زمام المبادرة فيه الى موسكو وفق تفاهمات تحفظ لها ماء الوجه ويجعلها قادرة على الاستعداد لمواجهة التحولات العالمية القادمة مع دخول الصين الى المشهد الدولي كلاعب رئيس ومؤثر في السنوات المقبلة.

 

نعم، إنها ربع الساعة الاخير وعلينا ضبط ايقاع عواصمنا على التوقيت الصيفي السوري فالقطار انطلق ودعونا نلحق في المرحلة المقبلة من حجز مقعد لنا على الدرجة الاولى قبل أن لا نستطيع العثور على مقعد في الدرجة السياحية اذا كان ذلك متاحاً في الاشهر المقبلة.

 

أضف تعليقك