فشل المفاوضات السورية في جنيف ..

فشل المفاوضات السورية في جنيف ..

اصبحنا نتمنى ان نرى القمر في السماء بدرا مضيئا ..جعل الله ايامنا ضياء ونورا مثل باقي شعوب العالم ..وكفى ما رأينا من شلالات الدماء التي لا نهاية لها في اعز عواصم الدول العربية الشقيقة. وننتظر اليوم الذي نركب فيه قطار الحضارة العالمي فنحن امة لها تاريخها المضيء. اللاجئون اصبحت كلمة يختص بها (العرب) على اختلاف اسمائهم وكأنها اصبحت لنا لا تريد ان ترحل . فتارة كان وصف اللاجئين يطلق على( الفلسطينيين) ثم انتقل الشرف الرقيع الى الاخوة (اللبنانيين) فهاجروا من لبنان واصبحوا لاجئين ثم عادوا الى وطنهم بعد انتهاء الحرب اللبنانية الاهلية ومؤتمر( الطائف ) وما لبثنا سنوات  معدودة حتى رأينا اللقب ينتقل  الى اخواننا (العراقيين) الذين اصبحوا لاجئين بعد الغزو الامريكي للعراق وما تبعه من قتال حتى هذه الايام .وطبعا لن ننسى اخواننا في (الكويت) فقد اصبحوا (لاجئين كويتيين )بعد الغزو العراقي للكويت فاصبحنا نسمع عن اللاجئين الكويتيين والحمد لله كانت تسميتهم لفترة قصيرة بفضل حكمة المغفور له( الشيخ جابر الاحمد الصباح) امير الكويت . الى انسحاب القوات العراقية من الكويت بعد 7 شهور من الاحتلال .واسترحنا من مفهوم اللاجئين الا ان القدر يبدو مصرا على ان يكون في الامة العربية لاجئون فجاء التاج الى رؤوس الاخوة (السوريين) فمنذ خمس سنوات والثورة.. التي قامت في سوريا تطالب بالعدالة الاجتماعية وبالحرية. الا ان حاكم سوريا ..اعتقد ان الشعب السوري يعالج بالحديد والنار.. وكان مخطئا في تقديره فهو يتعامل مع شعب عربي قاوم الانتداب الفرنسي.. ولا يخضع للذل. ورأينا في الفضائيات التي انتشرت في السماء مثل النجوم رأينا مصير سوريا(فالرئيس الطائفي) لم يطلب المساعدة من اخوانه العرب بل طلب مساعدة حلفائه من نفس( طائفته) فاستنجد بقوات (حزب الله) اللبناني وبعد كثرة الشهداء من حزب الله استنجد بقوات (ابو الفضل العباسي) العراقية الشيعية وبعد فشل هذه القوات في قمع الثورة طلب المساعدة من (ايران) فارسلت له الحرس (الثوري الايراني) وهم صفوة القوات الايرانية.. وبعد فشلهم في القضاء على الثورة واحتلال الثوار حوالي 75% من الاراضي السورية تدخلت( روسيا) بقوتها الجبارة (ولسنا متأكدين اذا كان تدخل روسيا.. بناء على طلب من بشار الاسد او تدخل بدون طلب من احد ) حيث ارسلت طائرات عملاقة وصواريخ 400 sوعملت قاعدة جوية في سوريا..في قاعدة (حميميم) اضافة الى القاعدة البحرية الروسية التي كانت وما تزال في (اللاذقية) .الا ان روسيا لم تستطع القضاء على الثورة او لم ترغب في  القضاء عليها..؟ فان بشار الاسد يجلس على كرسي من الخشب على مساحة 25% من سوريا والباقي بأيد المعارضة السورية .ولا يعلم احد حتى اليوم او لا نعلم نحن على الاقل ..من اين تكونت المعارضة السورية ..؟فهي تارة (داعش) التي اعلنت الدولة الاسلامية على الاراضي السورية.. وتارة منظمة النصرة ..واحرار الشام.. والجيش السوري الحر..الخ من تنظيمات او منظمات واصبحت تزيد على اربعين منظمة تتقاتل فوق الاراضي السورية ..اما الاجواء السورية فقد اصبحت مستباحة ..لكل من يملك طائرات مقاتلة او قاذفة او بدون طيار بجميع الاشكال والالوان طائرات امريكية وفرنسية وانجليزية وروسية ..الخ ساعدك الله يا سوريا على هذه المحنة العالمية التي لم يسبق لها مثيل. واخيرا تدخلت الامم المتحدة ..ورتب مندوب الامم المتحدة (ديميسرا)بعد عناء طويل ومشاورات مكوكية (هدنة)هشة لمدة اسبوعين ..مليئة بالخروقات من الطرفين. ثم رتبت الامم المتحدة مؤتمرا للسلام في (جنيف) يتفاوض فيه جميع الاطراف المتقاتلة ..ولكن بوادر فشله ظاهرة للعيان..ونستطيع ان نؤكد فشله بحسب اعتقادنا ..وما توفر لدينا من معلومات . فان الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس (اوباما ) لا تريد ان تقاتل بحروب غيرها.. وعلى من يريد الحرب ان يرسل جيوشه.. فهي ليست في عجلة من امرها. وكذلك (روسيا) فان الدول الكبرى لها حساباتها ومصالحها فهي لا تحارب نزوة او انتقاما او ردة فعل.. فقد جاءت روسيا حرصا على مصالحها.. ويخطىء من يعتقد ان روسيا ارسلت طائراتها وجنودها وعرضتهم للخطر من اجل (بشار الاسد) او من (اجل غيره)  لذلك فان مؤتمر (جنيف) الذي اصبح مؤتمرا للخطابة ..وشرح الحلول على المخططات التي من الورق ..وهي بكل تأكيد أرخص من الحرب بالصواريخ والقنابل .فلا بأس اذن من الذهاب الى (جنيف).ولتكن استراحة محارب .اما الاطراف التي اطلق عليها الدول (الاقليمية) فهي اقل درجة من الدولتين العظميين. فان(روسيا)قامت بتحجيم (تركيا) تماما وبقي مشروعها بإقامة منطقة عازلة ..في شمال سوريا ومنع الطيران في اجوائه.. ويكون ملاذا للسوريين برعاية (تركيا) هذا المشروع رفضته روسيا ثم جمدته وبقيت (جنيف) مكانا لإعادة شرح وجهة النظر التركية بالخطابة وليست بالافعال..واما (ايران) فان( بوتين) في اول يوم لوصول الطائرات الروسية اصدر عدة اوامر غير قابلة للنقاش منها الا تطلق (ايران) اي صاروخ ..وان لا تعطي صواريخ ارض جو..حرصا على سلامة الطائرات الروسية .بل ضغط على ايران لسحب الكثير من قواتها من سوريا مما جعل( ايران) ترجع خطوة الى الخلف.. فقد اعتقد الايرانيون كما قال نائب رئيس مجلس الشورى ان ايران في قبضتها اربع عواصم عربية هي( بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء) ويبدو ان التدخل الروسي.. اعاد (ايران) الى صوابها ..فالعواصم العربية تبقى عربية .فاكتفت بالمساهمة في مؤتمر (جنيف) على مضض . اما المملكة العربية السعودية.. فقد كان موقفها ثابتا وهو (رحيل الاسد) حربا او سلما ..ولما لم تستطع ازاحة الاسد حربا ..فلا مانع من الذهاب الى (جنيف) ففيه متسع من الوقت للكلام والمساومة لعل وعسى...وفيه مرتع لإعادة سباق (داعس والغبراء). ويبقى وفد المعارضه السورية.. الذين جمعهم الرياض وشكلوا وفدا موحدا للمعارضة السورية وان لم تدخل بعض المننطمات مثل (الحزب الكردي )ولكن نقف عند المعارضة السورية ....والغريب انهم ذهبوا الى جنيف ولا ندري لماذا ذهبوا ..؟ ومع من سوف يتفاوضوا ..؟ الاسد يحكم 25% من الاراضي السورية فلا تفاوض معه.ومن جهة اخرى فان بشار الاسد يطلب من كل الثوار ان يسلموا اسلحتهم له حتى ينالوا العفو الكريم منه..؟بل انه يعتبر كل من حمل السلاح ضده فهو ارهابي .وهذا يؤكد ان الطرفين مثل قضبان السكة الحديد.. فهما قضيبان لا يلتقيان والمفاوضات عبثية بدون ادنى شك..ولا بأس من الانتظار لحين الوقت المناسب. واخيرا يبقى الشعب السوري.. فهو وقود هذه النار يدفع الدماء كل صباح والجرحى والمعتقلين في المساء.. اما اللاجئون  السوريون الذين اجبروا على مغادرة الوطن فهم يبحثون عن وطن.. الى ان يتفق الامريكان والروس ..؟ على اقتسام الغنائم في سوريا وهذا الاتفاق بحاجة الى معجزة إلهية ونحن نعلم ان زمن المعجزات “كان زمان” .

أضف تعليقك