سوريا تحت المجهر معارضون أم إرهابيون؟

سوريا تحت المجهر معارضون أم إرهابيون؟
الرابط المختصر

ليس صحيحاً أن عقدة الحل السياسي في سوريا تكمن في بقاء أو رحيل بشار الأسد، فمن غير المعقول أن يكون مصير بلد كبير مثل سوريا، متوقفاً على مصير شخص واحد.
الصحيح أن الذين يؤكدون صباح مساء ان لا حل لسوريا إلا بذهاب الأسد، لا يقصدون الشخص فقط، بل النظام والدولة السورية، ذلك أن تفكيك الدولة السورية يبدأ من رأسها.
المجتمع الدولي الذي كان يتفرج على ما يحدث في سوريا، ويقتصر دوره على محاولة احتواء داعش وإضعافها، أصبح الآن واعياً لأهمية القضاء ليس على داعش فقط بل على جميع التنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا أيضاً.
كانت أوروبا وأميركا بحاجة لاعتداءات باريس لتصحو وتدرك أنها ليست بمنأى عن الخطر وأنها إذا لم تحارب داعش والإرهاب في سوريا والعراق، فإن داعش سوف تحاربها في باريس ولندن وواشنطن وموسكو.
لكن القضاء على داعش سوف ينعش المنظمات الإرهابية الاخرى، التي ستحل محلها، وتستأنف نشاطها، لأنها جميعاً مجبولة من طينة واحدة.
الميوعة الدولية في تعريف الإرهاب لأن أي تعريف له سوف ينطبق على ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة، والخلاف بين الدول المنخرطة في أحداث سوريا عن طريق تبني بعض التنظيمات وتدريبها وتسليحها وتمويلها، كل هذا جعل تصنيف الإرهابيين عملية حساسة وصعبة لا يريد أحد أن يقوم بها حتى لا يستفز الدول الضالعة في دعم الإرهاب، والتعرض لأذاها.
من هنا جاء تكليف الأردن بإعداد جدول بالمنظمات الإرهابية وجدول آخر بمنظمات المعارضة المشروعة التي لا تمارس الإرهاب.
رحب البعض بهذا التكليف من حيث دلالته على الثقة بالأردن ومعرفته ما يجري في سـوريا، ولكن البعض الآخر يرى أن المهمة صعبة وخطرة، لأنها تحتمل اجتهادات متعددة وأحياناً متناقضة، أما المبدأ الذي يصعب تجاهله فهو أن كل تنظيم يحمل السلاح ضد الدولة، ويتلقى الدعم من الخارج، ويضم أعضاء وقيادات من غير السوريين، هو تنظيم إرهابي.
سوريا اليوم مصنع لتفريخ الإرهاب وخلق موجة إرهابية عاتية، وإذا لم يوضع لها حد في مهدها، فسوف تعم الشرق والغرب، وما إسقاط الطائرة الروسية وتفجير الضاحية الجنوبية و(غزوة) باريس سوى مؤشرات للمرحلة القادمة.