سوريا، والخوري والبلدية الغبية

سوريا، والخوري والبلدية الغبية
الرابط المختصر

كانت اول مبررات حزب الله اللبناني لارسال مقاتليه الى سوريا، هو حماية المقدسات وأهمها مقام السيدة زينب في احدى ضواحي دمشق. ولان داعش وصلت الى المقام، وسقط ستون سوريا ومئات الجرحى والمشوهين في عملية ارهابية واحدة، فان على حزب الله وبقية الاحزاب المتحالفة اعادة النظر في المبرر. فان السوريين هم الذين اقاموا المقام، وهم الذين حموه طيلة اربعة عشر قرنا، وهم القادرون وحدهم على قطع يد الارهاب ان تمتد اليه.
مبررات التدخل الفظ في سوريا كثيرة: المبرر العربي، والمبرر التركي، والمبرر الايراني، والمبرر الروسي. والحقيقة انها مبررات تفتقد المصداقية، فالحرص على استقرار سوريا وأمن السوريين هما آخر ما يفكر به «الحريصون».. فتشريد 13 مليون سوري من مدنهم وبيوتهم، وقتل ربع مليون اكثرهم نساء واطفال وكل هذا العذاب في السجون والمعتقلات كان هو، وليس غيره، النتيجة الطبيعية لتدخل هذه القوى الإقليمية والدولية.
ولعل قصة السياسي العبقري السوري في مجلس الامن عام 1947 لدى مناقشة التدخل الفرنسي – البريطاني وجيوشها على الارض السورية.. قصة يمكن مطابقتها بالحريصين على سوريا هذه الأيام:
تقول القصة التي ردَّ فيها فارس الخوري على المندوب البريطاني المتمسك باستقلال سوريا، وبقاء الجيش البريطاني فيها. تقول: إن بلدية غبية اقامت في وسط شارعها الرئيسي عمودا عاليا، ووضعت على رأسه قنديلاً كهربائياً. فاستنكر الناس هذا الغباء البلدي وسألوا رئيس البلدية لماذا اقمت العمود؟ فقال لأرفع القنديل ويتوسع الضوء. ولماذا الضوء في وسط الشارع بدل الرصيف؟ فقال اتريدون ان اضع القنديل على الارض؟؟
وهذه قصتنا – كما قال فارس الخوري – نطلب من الفرنسيين الانسحاب حسب قرارهم فيقولون: فلينسحب الانجليز! وحين نطلب انسحاب الانجليز يقولون فلينسحب الفرنسيون. والحقيقة ان القنديل والعمود لا سبب لوجودهما.. وعلى الجميع ان ينسحب من بلادنا.
مع الاسف، لم يسمع مجلس الامن، ولا جنيف، ولا فيينا فارسا مثل فارس الخوري، يطلب من الروس، والأتراك والايرانيين والعرب والأميركيين سحب وكلائهم من سوريا وترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم.