رجاء قيامة سوريا من الكفن
خرج وزيرا خارجية أميركا وروسيا، وهما يتبادلان الاسم الاول: لافروف يخاطب كيري بجون، وكيري يخاطب لافروف بسيرجي. وكأنهما خطيبان قرآ الفاتحة وخرجا يتقبلان التهاني باسمهما الأول.. لكن في فيينا.
وقتها أصبح واضحاً أن الخلاف على بقاء الأسد أو ذهابه لم يعد قائماً. وأن حل الأزمة السورية دخل مرحلة الجدولة:
- هناك اتفاق على تفاوض الحكومة والمعارضة، وقد حمل مبعوث الأمم المتحدة أسماء أعضاء الوفد، وطُلب من الدول التي ترعى المعارضة تسمية وفدها قبل مرور شهر على فيينا -2.
- سيكون التفاوض الحكومي - والمعارض تفاوضاً سوريا لن يكون أحد فيه غير ديمستورا، مندوب الأمم المتحدة لتسهيل لغة التفاوض، إذا أراد الطرفان، وستكون المادة الأولى على جدول أعماله: وقف إطلاق النار، ورسم ممرات للاغاثة الدولية عبر خطوط القتال.
- طالما أن داعش والنصرة، هي الإرهاب تحديداً فإنها سترفض وقف اطلاق النار. وفي هذه الحال ستتدخل القوى الإقليمية والدولية لسحقها عسكرياً.
- ستتناول المفاوضات تشكيل لجنة لوضع الدستور الجديد. وتتوافق على جسم حاكم يدير أمور الدولة وهي أمور لا تستدعي الاختلاف لأنها ستتناول إعادة الحياة إلى مدن سوريا وقراها، وإعمارها، وإعادة مصانعها، وأطبائها، وجامعاتها ومعاهدها ووزاراتها إلى العمل.
- ستكون هناك صيغة لإعادة المقاتلين إلى معسكراتهم وقواعدهم من الطرفين. فقياداتهم خرجت من الجيش السوري، ولا بد من عودة الجميع إليها.
- هذا سيستغرق ربما عاماً واحداً أو أقل، وستجري بعده انتخابات نيابية، ورئاسية واستفتاء على الدستور الجديد.
هذه خارطة طريق محكمة فهمناها من المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية أميركا وروسيا. وبعض التصريحات هنا وهناك وهي قليلة. والملاحظ أن بشار الأسد لا سلطة له في هذه الخارطة إلا السلطة على الوفد المفاوض، وهو كالوفد الآخر للمعارضة محكوم بواحد.. اثنين.. ثلاثة.. وفي رعاية الدولتين العظميين.
أمام السوريين جهد عظيم أوله كسب ثقة الملايين الذين هربوا بجلدهم، وإعادتهم إلى بيوتهم أولاً من الأردن ولبنان وتركيا والعراق.. ثم طبعاً من أوروبا.
وفي هذا الذي عرفناه لا يوجد للأسد دور قائد البناء والنهوض. أو مانح الثقة لإعادة السوريين المشردين إلى وطنهم، وإعادة أصحاب المصانع التي انتقلت من مواضعها. وإعادة الجيش إلى معسكراته، وقيادته الموحدة.. لا دور له في كل ذلك.