حرب التحالف وحرب داعش!
.. حين تغلق حكومة بلجيكا عاصمتها اغلاقاً شبه تام: مدارسها او جامعاتها، ومسارحها، وملاعبها الرياضية وقطاراتها، ومطارها من أجل القبض على «الرأس المدبر» لعمليات باريس الدموية.
وحين نشهد آلاف رجال الجيش والشرطة تغرق شوارع باريس للقبض على «الشخص ذاته»!.
وحين تعرض الأخبار صور الدبابات والمجنزرات التي تطوف شمال سيناء للقبض على خلية لا يتجاوز عددها العشرة مسلحين.
وحين تقصف مئات الطائرات الاميركية والروسية والفرنسية شمال شرق سوريا بملايين القنابل الذكية والغبية طيلة سنوات «لمنع» تمدد داعش.
وحين تنقل روسيا أعظم انتاجها العسكري صواريخ S400 الى موقع مطار حميميات شرق اللاذقية، لمكافحة ارهاب داعش.
.. حين وحين.. وحين، فإننا عملياً نعبث حول منظمات ارهابية تبرهن يومياً انها الأذكى في الحرب العالمية التي تخوضها، فهي:
- تعمل فردياً كما في باريس وبيروت والطائرة الروسية وتونس وسيناء وهذا الارهاب الفردي لا يمكن القضاء عليه بالدبابات، والطائرات المقاتلة، والصواريخ وإنما بمخابرات ذكية تراقب، وتعتقل وتنشر على المدن والناس الطمأنينة والاستقرار.
وتعمل جماعياً في اجتياح الموصل، والرمادي وبيجي وكركوك، ودير الزور وتدمر والعاصمة الرقة والحسكة.. ومساحات تساوي مساحة بريطانيا.
وهذا العمل الجماعي يهزم الجيش العراقي والجيش السوري والمعارضات المعتدلة.. بكل دباباتها وطائراتهم ومدافعهم «واصدقائهم» من حزب الله، وعصائب الحق، والحرس الثوري الايراني كلها مجتمعة لانها تعمل كجيش يقوده قادة متمرسون اذكياء واداريون يعرفون كيف يبيعون النفط السوري على حكومة سوريا، وكيف يتعاملون مع تركيا الاسلاموية، ودول عربية غنية مستعدة للدفع، ومع المالكي وحكومته الذي ترك في البنك المركزي بالموصل 600 مليون دولار واسلحة ثلاث فرق من الجيش العراقي.. انهزمت بشكل مرتب امام 800 داعشي.
داعش تحارب فردياً في عواصم العالم واجوائه وتحارب في الداخل كجيش محترف.
والحلفاء يحاربون بجيوشهم - وخاصة اوروبا - ارهابي واحد او ثلاثة او أي عدد لا يعرفون كيف يحسبونه ولكنهم يفشلون على ارض المعركة في سوريا ولبنان والعراق ويحاربون من السماء لان الجيوش «النظامية» او «الحرّة» لا تملك قوة حقيقية على الأرض.
داعش تقاتل على ارض المعركة كجيش حقيقي، والحكومات في سوريا والعراق تملك ميليشيات لا قدرة لها على كسب المعركة.
اوباما قال منذ البداية: إن الحرب ستستغرق اكثر من ثلاث سنوات. بقيت سنتان.