ثلج اللاجئين أبرد !

ثلج اللاجئين أبرد !

اخجل ان اشتكي من البرد.ان اشعل صوبة الغاز، أما التدفئة المركزية بالسولار، ان توافرت، فاراها تحدق بي لكأنها تلعنني .فثمة في بلدي من لا يستطيع شراء اسطوانة غاز الا لضرورات الطبخ والشاي، وطبعا بالحد الادنى . وثمة في وطني العربي «الكبير» لاجئون في الخيام هربوا من القتل الى ما هو اسوأ، بحثوا عن الأمان فاذ بهم بين فكي الغربة والبرد.» من الدلف الى المزراب» لكأن هذا الوطن العربي بات بيتاً من صفيح مهترىء .لا النفط يدفىء ولا الاموال ملك للشعوب ولا القرار قرارالسادة .البرميل هبط من مائة دولار الى اقل من ثلاثين .ثروة تتسرب من ايدي بعض العرب، ومن تحت اقدام البعض تتسرب اوطان.كنا نقول زمان «الحق على الطليان» ، اليوم في ارضنا العربية طليان واميركان وانجليز وفرنسيون والمان و..وروس ، لكل مصالحه واطماعه و...داعشه . اخجل حين ارى طفلة سورية تقف في جهنم البرد على شارة المرور تستجدي وطناً، وامرأة كانت «ست بيت» تبيع ما تيسر مقابل قليل من المال لتسد به رمق ابنائها ولتملأ بطونهم بدل تلك الحصى التي لا تنضج . المطر احال المخيمات الى مستنقعات بشرية فكيف بالثلج الذي لا يرحم ؟ تتسابق الفضائيات لتصوير ازقة الطين بين خيمة        وخيمة، وبين طفل يحضنه البرد وهو يحضن صقيع الغربة .هنا مسن يلف رأسه بحطة .عجوز ترتدي ما بقي لديها من ملابس انتهت صلاحيتها فيما الدنيا تدور بهم حتى داخت ورمتهم في اصقاع الدنيا. اخجل من بكاء اليمن الحزين. حزين حتى الموت قصفا او حرقا او جوعا . من العراق الذي تدمر وتقسم، من ليبيا التي لا تجد من يحكمها وتونس التي كانت اول تجربة في ما سمي زوراً «الربيع العربي «.ها هي ثورة الياسمين تذبل، انها فوضى كونداليزا رايس «الهدامة» لا الخلاقة . مخطط سقوط احجار الدومينو العربية . لاسيادة ولا استقرار ولا انتصار في المنطقة الا للدولة الصهيونية . جيش «الدفاع» الاسرائيلي لم يعد يحتاج للدفاع اذ ليس ثمة من يهاجمه سوى اولئك الصامدين بين اشجار الزيتون والمرابطين في الاقصى . صبية لم يجدوا ما يواجهون به عدوهم الا سكاكين المطابخ فيما تطبخ في الخفاء مؤامرات اخرى . التنسيق الامني مع المحتل مستمر، اذن الدنيا بخير !. اخجل ان تتمرغ الامة في وحل الارتباط بالاجنبي وان يصدق «الثوار» ان عدوهم يعمل لمصلحتهم . معارضة تفقس معارضات، معارضون يختلفون على تشكيل وفد للتفاوض فكيف يتفقون على انقاذ وطن ؟! الثلج اسود والبرد في عروقنا من المحيط الى الخليج . وسيظل الصقيع يجمدنا فيما الحرائق تشتعل في ارضنا طالما نحن استبدلنا عدونا بمن يمكن ان يكون عدونا .اننا نصعد السلم من الدرجة الثانية، نقفز في الوهم حتى نسقط شر سقطة . سنضيع اكثر كلما ابتعدنا عن القضية المركزية وطالما بقي الأقصى مرتعاً للصهاينة !.

أضف تعليقك