تطور الموقف الأردني من اللجوء السوري

تطور الموقف الأردني من اللجوء السوري
الرابط المختصر

 لا شك بانه قد طرأ تغير أو تطور ملحوظ في الآونة الاخيرة في موقف الأردن من التعامل مع ملف اللاجئين السوريين ، بهدف حفز المجتمع الدولي على ضرورة التعاطي بجدية أكثر مع الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن تجاه هذا الملف نيابة عن الاسرة الدولية ، وما رافق هذا الدور من أكلاف وأعباء استهلكت 25% من الموازنة الأردنية ، بطريقة فاقت قدرة الأردن الذي وصل حدود طاقته القصوى على التحمل في ظل ما يعانيه من أوضاع مالية واقتصادية صعبة جدا،. وبدا ان هناك عوامل قد أسهمت بإحداث هذا التطور في الموقف الأردني ، ممثلة بوجود احتمالات او مؤشرات على إطالة أمد الازمة السورية لعدة سنوات مقبلة حتى لو تحققت التسوية السياسية. وعدم جدية الأطراف الدولية على حسم الموقف ، وان العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا قائمة على الخلافات والمناكفات وليس على التفاهمات والتوافقات التي من شأنها إيجاد أرضية مشتركة للتوصل إلى الحل السياسي المنشود ، الامر الذي أدى الى تعقيد الموقف وتأزيمه على حساب أبناء الشعب السوري وتفاقم معاناتهم ومأساتهم. إضافة الى تراجع الدول الأوروبية تحديدا عن فكرة استقبال لاجئين سوريين وإغلاق حدودها امامهم بحجة الخوف من الإرهاب ، وترك هذه المهمة لدول المنطقة ، في مقابل منحها المزيد من المساعدات التي انعقد مؤتمر المانحين في لندن الجمعة الماضية بهدف توفيرها. وهو ما حاول الأردن توظيفه في الحصول على مساعدات إضافية ولكن في إطار نهج جديد ، يقوم على تحقيق التنمية المستدامة وطرح مبادرات تنموية واقتصادية كفيلة بتوفير الدعم المالي المطلوب والمنح الميسرة وجذب الاستثمارات والدخول إلى الأسواق الأوروبية وفتحها امام المنتجات الاردنية وخلق فرص عمل وتطوير البنية التحتية وتوسيعها ودعمها ، وليس مجرد تقديم مساعدات طارئة أو اغاثية ، وإلا فان الأردن سينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة بعد أن وصلت الأمور الى مرحلة حرجة ، وانه لن يستطيع استقبال المزيد من اللاجئين السوريين إذا لم يساعده العالم ، كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني في المقابلة الصحفية مع محطة بي بي سي مؤخرا ، مؤكدا في الوقت نفسه على الموقف الأردني الحازم من مسألة دخول بعض اللاجئين السوريين المتواجدين على الحدود ، والذين قدموا من مناطق سورية تخضع لسيطرة تنظيمات إرهابية ، باعتبارها مسألة أمنية وتمثل خطا أحمر بالنسبة للاردن الذي لا يستطيع تحمل مخاطر أمنية نتيجة عدم القيام بأجراءات أمنية دقيقة ومشددة.
ان الخطاب الأردني ينطوي على الكثير من الإشارات والرسائل التي لا تخلو من تحذيرات للمجتمع الدولي ، بضرورة القيام بدوره الإنساني والأخلاقي من خلال دعم اللاجئ السوري وتمكينه والاستثمار به تعليما وتوظيفا ومهارة حتى لا يتسرب له اليأس والاحباط ، بحيث يصبح أقرب الى التفكير بالالتحاق بالتنظيمات الإرهابية بدافع الانتقام ممن خذلوه ، بصورة قد تهدد امن المنطقة وأوروبا والعالم اجمع ، فقط لأننا سمحنا لمصالحنا واجنداتنا الخاصة وما نكتمه من اهداف ونوايا غير بريئة في تعاطينا كأطراف دولية مع ملفات المنطقة وقضاياها ، بان تطغى على ما تدعي هذه الأطراف انها مبادئ وقيم إنسانية واجتماعية مثلى. خاصة ونحن نشاهد سقوط منظومة القيم الغربية في هذا الاختبار الإنساني ممثلة بالازمة السورية. ما يجعلنا نعيد النظر بالاسباب الحقيقية التي تقف خلف الازمات والصراعات التي تعاني منها المنطقة.