المصداقية الأردنية .. والعجز الدولي بالتعامل مع السوريين

المصداقية الأردنية .. والعجز الدولي بالتعامل مع السوريين

شكلت العملية الارهابية الجبانة في الرقبان والتي استشهد فيها سبعة من القوات المسلحة والاجهزة الامنية كانوا يمدون يد العون للاجئين السوريين علامة فارقة لا يمكن للاردن بعدها السماح باي امكانية لتشكل اي ظروف خطرا على امنه وامن حدوده ومواطنيه بذلك اكد جلالة الملك عبدالله الثاني لامين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي نقل العزاء باسمه ونيابة عن المجتمع الدولي بشهداء الاردن الابرار.
خلا خطاب المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية، من اقتران الاقوال بالافعال، ازاء ملف اللجوء السوري، وضربت مصداقية المجتمع الدولي في هذا الشأن امام اللاجئين والدول المستضيفة معا، اذ ان بلدا كالاردن بمحدودية امكاناته المادية، لم يبخل بالواجب، ولم يكن بمقدوره ان يرى مأساة الاشقاء السوريين الفارين بدمهم واراوحهم ويبقى متفرجا بل ناب عن صمت المجتمع الدولي وتراخيه امام نصرة الانسانية الجريحة بكل معنى العبارة .
استضاف الاردن خلال السنوات الماضية من الازمة السورية، اكثر من مليون وثلاثمئة الف شقيق سوري ، قاسمهم الاردنيون بقمة الواجب البيت ولقمة العيش والمشاعر الصادقة، واشرقت المصداقية الاردنية بارفع معانيها قيادة وشعبا ، لتبث رسائل واضحة بان العجز والتباطؤ امام نصرة الانسان ليست مفردة في القاموس الاردني ولايمكن ان تدرج في هذا القاموس ابدا .
سيبقى التاريخ يؤشر إلى تضحية شهداء الاردن الابرار، كصفحة ناصعة في التضحية لاجل رسالة الانسانية والواجب، وستبقى تهز ضمائر العالم الذي نكص عن مسؤولياته الى ابعد الحدود، في مد يد العون ، لتجاوز جزء من اثار كارثة العصر، المتمثلة باللجوء السوري وعجز المجتمع الدولي عن معالجتها لانه ببساطة لم تكن لديه الارادة للتقدم اليها بالشكل الصحيح فيما تقدم اليها بلد كالاردن بشجاعة وتضحية وصبر .
هل كان العالم بحاجة لما حدث من جريمة ارهابية نكراء ؟! ليبدأ الاصغاء، للتحذيرات الاردنية للاثار الكارثية للصمت الدولي المطبق، حيال الازمة السورية برمتها بشكل عام ومأساة اللجوء السوري بشكل خاص، وهنا ان كان العجز الدولي سيتواصل فان القدرة والارادة الاردنية، قادرتان على اجتراح الحلول التي تضمن امن الاردن واستقراره بكل اشكال السيادة التي ليس لغير الاردن على وجه الارض كلمة الفصل فيها .
وفي خضم الحديث عن المجريات هذه، تنطحت بعض ما يسمى منظمات حقوق الانسان وتباكت بدموع اشبه بدموع التماسيح، بغير وجه حق ، على ما تزعم انه اثار للقرارات الاردنية السيادية ، بعد الاعتداء الارهابي الآثم في الرقبان ، فاين كانت اذان واعين هذه المنظمات التي كانت تصل اليها عبر قنواتها المختلفة ، التحذيرات الاردنية بتغلل الارهاب على الجانب الاخر من الساتر الترابي في تلك المنطقة واين كان دور هذه المنظمات في شجب التراخي الدولي في اسناد اللاجئين والتنبه لمعاناتهم ؟!
ثم ألم تسجل دفاتر وسجلات هذه المنظمات مقدار التضحية والشجاعة والصبر الاردني في تحمل الاعباء ونجاحه في اختبار المصداقية والانسانية في مقابل رسوب الغرب كله في هذا الامتحان ؟
على مثل هذه المنظمات ان تعي دورها ، وان تذهب الى دورها ورسالتها فسجل الاردن يطلي العالم كله بالوان حقوق الانسان الزاهية ويبقى عليها وعلى المجتمع الدولي ان يراجع دوره وان يقفوا بصدق على المأساة الماثلة وان يتخذوا القرارات الصحيحة قبل ان يشكل استمرار العجز والنكوص عن الواجب الانساني وصمة عار يصعب محوها او نسيانها ؟!

أضف تعليقك