الكبار فقط يبحثون مصالحهم في مستقبل سوريا؟

الكبار فقط يبحثون مصالحهم في مستقبل سوريا؟
الرابط المختصر

سوريا قلعة العروبة منذ قديم الزمان (فدمشق)عاصمة الامويين ولكن نرى الان ما يجري في سوريا .ويبدو ان ما قالته السيدة (هيلين توماس) التي كانت كبيرة الصحفيين في البيت الابيض يتحقق بسرعة هائلة .فقد قالت :- اني ارى بريطانيا تستحضر روح البريطاني (مارك سايكس) وفرنسا تستحضر روح الفرنسي (فرانسوا بيكو)وواشنطن تمهد لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة وتاتي (روسيا) لتحصل على الجزء المتبقي من الكعكة .فان تقسيم سايكس- بيكو عفا عليه الزمن .ولا بد من تقسيم جديد للبلاد العربية .اما الارهاب الذي يتكلمون عنه بصوت عال فقد ادى الغرض المطلوب منه وحان الوقت لاعدامه والانتهاء من هذه القصة المزعجة .وهذا يعني تسليم الشرق الاوسط الى الكبار فقط.. لاجراء التقسيم حسب مصالح القوى الكبرى .فهي التي خططت ودعمت واشعلت المنطقة بالسلاح وبالمال  وكلفت كل دولة بدور معين يليق بها ..فمنها من دعمت الارهاب بالمال ومنها من دعمته بالسلاح .ويؤكد هذا ما قاله (جيمس وولسي) رئيس الاستخبارات الامريكية السابق الذي قال بوضوح في معهد الصحافة الامريكية قال:- (المنطقة العربية لن تعود كما كانت.. وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة الان على الخارطة ).وهو نفس المعنى الذي قاله(مارك رجيف) المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية قال :- المنطقة على صفيح ساخن .. ونحن لن نسكت وننسق مع اجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى..للقضاء على الارهاب. وسوف نتدخل معهم في الوقت المناسب حتى لو اندلعت الحروب لنضمن حماية اسرائيل . هذه هي الصورة الحقيقية للوضع القائم في سورية فالكبار وعلى رأسهم الولايات المتحدة ..اعتمدت تقسيم اليهودي القذر(برنارد لويس) للبلاد العربية والاسلامية .ووافق عليه الكونجرس الامريكي بالاجماع سنة 1980ونشرته مجلة وزارة الدفاع الامريكية..واعادت واشنطن فكرة المجاهدين  باخراج جديد وهو اختراع منظمة تدعي انها اسلامية وتحافظ على المسلمين السنة واعلنت الدولة الاسلامية وبداية قالت انها الدولة الاسلامية في العراق والشام وسوف تتمدد بحسب الظروف الملائمه وفي الوقت المناسب وسوف نتكلم عن هذا في المستقبل القريب باذن الله .عندما كان الاتحاد السوفيتي يحتل افغانستان المسلمة ..ولكن باخراج جديد وبتسمية جديدة وهي الارهاب والارهابيون بدلا من المجاهدين  وقد لعبت تل ابيب بالخبث والمكر اليهودي في التخطيط والمراقبة بانتظار اللحظة المناسبة لاخذ حصتها في الكعكة .لا ادري ماذا نسمي المشهد الان وقد اتضحت الصورة امام كل من له بصر وبصيرة ..؟ جاءت روسيا الي سوريا بناء على طلب الرئيس الاسد  ونعتقد بانها لم تكن بحاجة الي هذا الطلب ..وربما حضرت قبل ان يطلبه الاسد .. ولكن لا بأس فهو غطاء شرعي . وامر القيصر الجديد بوتين بمنع الطيران في سماء سوريا الا بتنسيق مع روسيا . بل ان الروس منعوا الجيش السوري من الاقتراب من قواعدهم في اللاذقية كذلك منعت (ايران) من اطلاق اي صاروخ في الفضاء .بل انذرت دول العالم كله بعدم تزويد المعارضة السورية باي صواريخ مضادة للطائرات واعتبرت مخالفة هذا الانذار اعتداء على روسيا نفسها ..؟ وعقد بعد ذلك اجتماع للمعارضة السورية في الرياض وبحث المجتمعون مستقبل سوريا.. واتفقوا على ان تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية مدنية..بعد ان حاربوا النظام الديكتاتوري الطائفي الذي كان يمثله الرئيس بشار الاسد .كما اتفق المجتمعون على هيئة استشارية سورية تختار من بينها وفدا يفاوض الحكومة السورية.. اه يا عرب هؤلاء باصرار..يؤكدون مقولة يا امة ضحكت من جهلها الامم فاي وفد هذا الذي يبحثون عنه ..؟واي حكومة تلك التي يريدون التفاوض معها..؟الاسد ونظامه لا يحكم اكثر من 20% من سوريا والمنظمات الارهابية المختلفة الاشكال والالوان تحتل باقي سوريا. ولكل من يريد ان يرى فهذا وزير الخارجية الامريكي.. يبحث في موسكو. مع وزير الخارجية الروسي مستقبل سوريا .روسيا اجبرت ايران على الانسحاب التدريجي من سوريا وكذلك حزب الله وباقي المنظمات التي تسير في فلك ايران.اما الولايات المتحدة الامريكية فان طائراتها واقمارها الصناعية كانت ترصد كل شيء على الارض السورية ..ولكنها لا تتكلم .بل ان رئيس الاركان الامريكي كان يؤكد ان هزيمة داعش الارهابية.. في سوريا يحتاج الي 20 سنة  بالرغم من ان القوات الامريكية اجتاحت العراق خلال اسبوع واحد. الان  تقوم الطائرات الامريكية بتجفيف منابع الدخل للمنظمات الارهابية واهمها (داعش ) بضرب ابار النفط ومنشآت النفط التي احتلتها (داعش) في سوريا تمهيدا للقضاء عليها. انها لعبة الكبار فقط.. اما الشهداء السوريون فيرحمهم الله ..واما الجرحى السوريون.. فشفاهم المولى واما اللاجئون السوريون فان اوروبا تكفلت بهم وهذه كندا ترسل طائرات خاصة لنقل عشرات الالوف منهم الى وطنهم الجديد كندا.. حتى جلالة ملك السويد بكرمه امر بفتح جميع القصور التي يملكها لتكون مقرا للسوريين في وطنهم الجديد السويد اما الوطن القديم سوريا فهو من ذكريات الماضي. حقيقة فان الحروب في العصر الحديث هي لعبة الامم ..فهي للكبار فقط واما الشعوب فهي ليست الا وقودا للنار وهو مستودع دائم العطاء كل هذا تصديقا لمقولة (ان الغرب يعيش على غباء الشعوب الفقيرة).