القرار «2254».. وضجيج المعارضات السورية!

القرار «2254».. وضجيج المعارضات السورية!
الرابط المختصر

ما ان صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254» فجر السبت الماضي وباجماع أعضائه الخمسة عشر وفي مقدمتهم الدول دائمة العضوية، حتى خرج علينا ثلاثة من وزراء خارجية هؤلاء الخمسة... كيري، هاموند وفابيوس ليعيدوا بث اسطوانتهم المشروخة عن ضرورة تنحي الرئيس السوري وأن لا مكان له في العملية الانتقالية وان العملية ذاتها غير مرشحة للنجاح اذا ما بقي الاسد في موقعه، في محاولة مكشوفة للتغطية على الفشل الذي لحق بخططهم الامبريالية المعروفة والمُعلنة، والتي لم يستطيعوا تمريرها في القرار العتيد، الأمر الذي بدت فيه تصريحاتهم وكأنها مُرسلة في اتجاه استرضاء المعارضات السورية، على اختلاف مرجعياتها ورعاتها.
هنا والآن يبرز المأزق الكبير الذي تواجهه بعض المعارضات السورية وظنت لفرط سذاجتها وبؤس خياراتها وضحالة قراءاتها , انها قادرة على مُصادرة توجُّهات المعارضة الوطنية وشطب دورها الذي نحسب انه سيكون أكثر فاعلية ومسؤولية وجذرية , لجهة تجنيب سوريا وشعبها مخاطر التقسيم والتشظي والإحتراب، من هؤلاء الذين اثبتوا طوال خمس سنوات , انهم مجرد دمى وأدوات في يد الساعين إلى تمزيق سوريا وتحويلها الى دويلات وإمارات إسلاموية وأخرى يتم الحاقها بتركيا العثمانية وثالثة تتولى الانقضاض على دول الجوار واشاعة الفوضى والفلتان الامني فيها، خدمة وإراحة لاسرائيل وتمهيداً لسطوع نجم العصر الاسرائيلي، بعد ان يكون قد طمس على القضية الفلسطينية وقام بتصفيتها وجاء بدمى وادوات فلسطينية تقوم بالتوقيع على صك الاستسلام واعفاء اسرائيل من جريمتها الممتدة طوال ستة عقود ونيف بحق الشعب الفلسطيني ودائماً في وسم المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعربية وقوى التحرر فيها بالارهاب، كي تصبح العدو الرئيس , وينجح مخططهم في تضليل الشعوب وإجلاس اسرائيل في صفوف معسكر «الاعتدال» حيث ما يزال هذا المصطلح قيد التداول , بالرغم من كل ما تم كشفه عن مفهومه واهدافه وعضويته وما يسعى اليه ميدانياً واعلامياً.
ما علينا..
سقطت رهانات المُعارضات السورية وتبخّرت كل اوهامها ولم يعد امامها الان، سوى العودة الى المربع الاول والبحث عن مخرج لمأزقها الآخذ في التفاقم، فليس مؤتمر الرياض نهاية المطاف وقائمة الوفد المفاوض جرى اهمالها وسيتم لاحقاً البحث عن قائمة جامِعة ومُمثِلة لاطياف المعارضة كافة , لا تُلغي احداً ولا «تستبعِده» , في الان ذاته الذي لا يتم تضخيم دور أحد على حساب الآخر، إذ ليس هناك ما يمكن وصفه بانه «الممثل الشرعي للشعب السوري» كما كان «اصدقاء سوريا»، خدعوا معارضات الفنادق الفخمة وركاب الدرجة الاولى في الطائرات , حتى صدّقوا انفسهم–ومعظمهم آت من المجهول وخدمة الاسياد ومن حاملي جنسيات غربية–بأنهم حُكّام سوريا الجدد.. وعليهم الان ان يجدوا لانفسهم مقعداً في وفد المعارضة الموحّد، بعد ان فشلت محاولتهم إحتكار تمثيلها.
ان مَنْ سعى ائتلاف اسطنبول (وهيئة حسن عبدالعظيم التي خيّبت آمال الجميع) الى تبييض صفتحتهم مثل احرار الشام وجيش الاسلام وجيش الفتح وشهداء اليرموك وغيرهم من اصحاب الفكر السلفي الجهادي , لن يكونوا السُلَّم الذي يريد خالد خوجة ورياض حجاب ولؤي حسين وحسن عبدالعظيم الصعود عليه, كي يحكموا سوريا او يحلموا بذلك.
القرار 2254 كان صفعة لاؤلئك الذين راهنوا على الغرب الامبريالي وظنوا انه قادر على «تأهيلهم» لحكم الشام والتحكم بمصير شعبها , وبات عليهم الان ان يُدقِّقوا جيداً في ما كرسته «الميادين» من حقائق وما حفِلت به الشهور الثلاثة الاخيرة من مُتغيرات ووقائع سياسية وعسكرية , كي يبنوا على الشيء... مقتضاه.