«القطر العربي السوري»: اختلط الحابل بالنابل!

«القطر العربي السوري»: اختلط الحابل بالنابل!
الرابط المختصر

غريبة عجيبة بعض هذه التحالفات التي باتت تتكون وتظهر وتعلن عن نفسها بدون خجل ولا وجل ففي الفترة الأخيرة, أي قبل أيام قليلة فقط, نقل عن «قائد ميداني» في حزب الله اللبناني أن روسيا تقوم بتسليح حزبه مقابل الحصول على معلومات استخبارية أي أن هذا الحزب بات يشتغل عميلاً مأجوراً لدى الاستخبارات العسكرية الروسية التي غدت لها مقرات رئيسية في دمشق الفيحاء وربما أيضاً في كل الأراضي السورية .
ولعل غير المفهوم في هذه الحبكة المخابراتية هو أن المعروف أن هناك تحالفاً من طبيعة استخبارية قد استجد عشية الاحتلال الروسي لـ «القطر العربي السوري» بين روسيا وإسرائيل وأن «دولة العدو الصهيوني» تعتبر أن حزب الله تنظيماً إرهابياً وذلك في حين أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف, حسب وكالة إنترفاكس الروسية, قد أصدر بياناً قبل فترة قال فيه إن موسكو لا تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية.. «إننا نحافظ على علاقاتنا واتصالاتنا معهم لأننا لا نعتبرهم منظمة إرهابية» .
 أليْس هذا لغزاً من الألغاز؟ هناك تحالف روسي – إسرائيلي معلن ومعروف وتحدث عنه فلاديمير بوتين «بفخر واعتزاز» وأكثر من مرة وهناك إعلان من قبل قائد ميداني في حزب الله اللبناني بأن روسيا تقوم بتسليح حزبه مقابل الحصول على معلومات استخبارية وأكد هذا القائد أنَّ هذا الحزب: قادر الآن على الوصول إلى مستودعات الأسلحة الروسية في سوريا التي تحتوي صواريخ تكتيكية بعيدة المدى وصواريخ موجهة بالليزر وأسلحة مضادة للدبابات .
 وأضاف هذا القائد الذي قال إن اسمه بكر: إن بإمكاننا, إن شئنا, استخدام هذه الأسلحة ضد إسرائيل وإن التنسيق بين النظام السوري وروسيا وإيران وحزب الله كامل... «نحن حلفاء إستراتيجيون في الشرق الأوسط.. الروس حلفاؤنا وهم يقدمون إلينا أسلحة.. إنهم يعتمدون علينا في الحصول على معلومات استخبارية وفي اختيار الأهداف.. إنه لا يمكننا التقدم بدون قوتهم الجوية وهم ما كانوا يستطيعون توفير إسناد جوي لنا بدون المعلومات التي نقدمها لهم على الأرض» .  
وهكذا فقط اختلط الحابل بالنابل فإسرائيل تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً وحزب الله يعتبرها: «العدو الصهيوني الذي لا بد من مواصلة الحرب معه للقضاء عليه وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر» وذلك في حين أن هذا العدو الصهيوني متحالف مع روسيا عسكرياً واستخبارياً وسياسياً وفي كل شيء وأن هذا الحزب يتعاون مع الروس ويقدم لهم معلومات استخبارية ومقابل ذلك بإمكانه الوصول إلى مستودعات الأسلحة الروسية في سوريا «التي تحوي صواريخ تكتيكية بعيدة المدى وصواريخ موجهة بالليزر بالإمكان استخدامها ضد إسرائيل».. فكيف بالإمكان فهم هذا اللغز... هل على أساس: صديق صديقي صديقي أم عدو عدوي عدوي؟؟!
 لقد تحولت سوريا في عهد نظام الممانعة والمقاومة إلى ميدان لحروبٍ لا علاقة للشعب السوري بها وإلى تحالفات على حساب هذا الشعب الذي جاءت مأساة «مضايا» التي لم ينكرها إلَّا بشار الجعفري وبعض كتاب «الخلايا النائمة» كإثبات على كَمْ هو حجم المؤامرة التي يتعرض هو لها ويتعرض لها أيضاً وطنه وكم أن هناك بيعاً وشراءً في القطر العربي السوري بينما هذا النظام عبارة عن: «شاهدٍ ما شافش حاجة» !!