في سعيهم لتوفير العيش الكريم للعائلات السورية اللاجئة تقوم بعض المنظمات والناشطين بتفيذ مشاريع ومبادرات تقوم على توفير مشاريع انتاجية صغيرة وتوفير فرص للعمل لمساعدة اللاجئين على تحصيل لقمة عيشهم بأنفسهم , وتحويلهم الى فئة فاعلة ومنتجة في المجتمعات المضيفة.
"هذه حياتي" منظمة تطوعية شبابية تحولت من تقديم المعونات والإغاثة العينية الى توفير هذه الفرص والمشاريع التي توفر مصدر رزق للاجئين تغنيهم عن طلب المساعدات من منظمات الإغاثة كما يقول مدير ومؤسس المنظمة محمد إرحابي .
وتنوعت المشاريع المنفذة بين مشروع للخياطة وآخر لصناعة الصابون وصناعة العطور وملطفات الجو ومشروع صناعة السلل من مادة القش.
لارا الحمصي مديرة مشروع "عفّة" وهو مشغل للخياطة تقول ان انشاء المشروع كان بتمويل من بعض التجار الذين راقت لهم الفكرة وقدمو لها الدعم المطلوب لتنفيذها دعما للأسر اللاجئة وتوفير فرص عمل لها .
وأكدت الحمصي على ان المشروع لاقى اقبالا من السوريات على الإنخراط فيه وان الربح يعود على العاملات والعاملين في هذا المشروع .
ابو انس احد العاملين في مشغل عفة قال انه يمارس في هذا المشغل مهنته الأساسية التي كان يمتهنها في بلده قبل اضطراره الى اللجوء وانه لو لم تتوفر له هذه الفرصة لكان بدون عمل وينتظر المساعدات من المنظمات والجمعيات .
ولا يقف الامر عند تنفيذ المشاريع لأصحاب المهارات الجاهزة بل تقوم منظمة هذه حياتي بتوفير فرص تدريب على مهارات ومهن جديدة كمشروع تعليم صناعة صابون الجليسرين وتوفير مستلزمات انتاجه بالتعاون مع منظمة "سامز" الأمريكية كما تقول ولاء المسؤولة عن التدريب في ورشة تعليم صناعة الصابون
وتضيف ولاء انه يتم تامين المواصلات للمتدربات اللواتي يتلقين مهارات يستطعن بموجبها من فتح وادارة مشاريع انتاجية صغيرة تعود بالنفع عليهن في المستقبل القريب.
لم تعد هذه المشاريع مجرد فرصة لتوفير فرص عمل للاجئين بل اصبحت تمنحهم الحياة كريمة بعد ان قذفت بهم ظروف الحرب وقسوتها في غياهب اللجوء .