بعد تزايد حركة النزوح السوري إلى الأردن، ومع تدني الوضع الأمني في سورية اضطرت الكثير من العائلات لبيع ما تملكه من الذهب، حيث تمكنت بعض النساء من نقل ما يملكنه من قطع ذهبية إلى الأردن عسى أن يكون لهن ملاذاً وقت الضيق، ولكنهن اضطررن لبيع هذه القطع في وقت قياسي، نظراً لفارق العملة بين سورية والأردن، وقلة المساعدات التي يتلقونها.
نورس الهندزلي لاجىء سوري لم يجد بدا من بيع ذهب زوجته ليتدبر أمور معيشته اليومية وتلبية حاجة الشتاء من ـغطية وملابس شتوية ومستلزمات تدفئة أخرى.
أقام الهندزلي ضيفا لدى نسيبه لمدة خمسة أيام بعد وصوله من سورية، وعندما أراد استئجار منزل اضطر لبيع ذهب زوجته، إضافة إلى شرائه لمواد غذائية وملابس شتوية.
ويضيف بحسرة أنهم كانوا يقتنون ذلك الذهب لوقت الحاجة، إلا أن الوضع السيء الذي يعيشه كلاجئ دفعه لبيعه ولو بخسارة.
فيما باعت أم علاء العديلان مصاغها من أجل تشغيله لدى أحد التجار، إلا أنه خسر بعد فترة، فخسرت معه.
وتقول أم علاء إن ثمن هذا الذهب بلغ 2560 دينارا "وهو جنى عمري خلال 45 عاما، احتفظت به لمستقبل أطفالي، إلا أن التاجر (أكلهم علي)".
الكثير من اللاجئات السوريات اشترين مصاغهن بغرض ادخاره، وليكون عونا لهن على نائبات الدهر وليس بغرض التزين والتجمل أو المباهاة، بحسب الصائغ بسام سعيفان.
ويرى سعيفان أن السوريات يلجأن إلى بيع حليهن ومصوغاتهن نزولا عند الحاجة في أغلب الأحيان، وهذا الـمر ينطبق على السيدات الأردنيات اللواتي يلجأن لبيع أو تبديل ما لسن بحاجة إليه، مشيرا إلى أن حوالي 90 % من النساء الأردنيات والسوريات يشترين الذهب للادخار وليس للزينة.
باعت اللاجئات السوريات "قرشهن الأبيض" في "يومهن الأسود"، فماذا سيجدن بعد ذلك إذا ما عدن إلى أرض الوطن؟