رفعت المؤسسة العامة للغذاء بداية العام الجاري تقرير إلى وزير الداخلية السابق عوض خليفات ومنظمة الصحة العالمية، حول التجاوزات في مجال صحة وسلامة الغذاء في مخيم الزعتري للاجئين السوريين.
وأوضح التقرير وجود عدد كبير من محلات لبيع الأغذية مصنوعة من ألواح الزنك السام مما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة للاجئين ويهدد بانتشار التسممات عن طريق الغذاء.
يقول أبو عمر اللاجئ السوري في مخيم الزعتري إنه اشترى بعض سندويشات الشاورما من أحد المطاعم، ليكتشف عند تناولها أن اللحم فيها كان فاسدا، حيث انتشرت منها رائحة كريهة، فيما ألقى صاحب المطعم عند مراجعته، المسؤولية على عاتق العامل لديه.
ولا يقتصر افتقاد النظافة على محلات بيع اللحوم، فلمحلات بيع المعجنات نصيب أيض، بحسب تجربة أبو عمر قبل أيام.
ويضيف أبو عمر أن لدى أحد أصدقائه مطعما يبيع فيه اللحوم المشوية التي تحضر في إحدى زوايا المطعم، "حيث تفوح منها رائحة اللحم الفاسد كلما فتح بابها".
محمد لاجئ سوري آخر يروي واقع الحال كما يراه يوميا في المخيم، فالمطاعم لا طعم لها ولا شكل، وتفتقر للنظافة بشكل كبير، ولا تقدم أي نوع من الأطعمة الطازجة، فها هو بائع اللحم المشوي تفوح منه رائحة كريهة، مرجعا ذلك إلى افتقار المخيم للثلاجات والكهرباء للحفاظ على الأغذية طازجة.
وليس السبب في نقص إمكانات التبريد فقط، فالباعة يزيدون في حجم سيخ لحم الشاورما كدعاية لمحالهم، ولا تنفد كمية اللحم الكبيرة في يوم واحد فيبيعونه لمدة ثلاثة أيام ليفسد ويباع فاسدا من أجل تغطية الخسارة.
ويرافق كل هذه الظروف انعدام في الرقابة الصحية من قبل المؤسسات المختصة
وتؤكد الناطقة الرسمية باسم المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتورة هيام دباس، أن أيا من هه المحال لا يملك ترخيصا للعمل، مشيرة إلى عدم مسؤولية المؤسسة عن استصدار التراخيص أو مراقبة المخالفين لها، ولا تملك القدرة على إغلاق هذه المحال.
فيما يشدد رئيس قسم الرقابة الغذائية في المؤسسة الدكتور موسى العبادي والمسؤول عن مراقبة الجودة في مخيم الزعتري، على أن المؤسسة تقوم بعمل مستمر في مخيمات اللاجئين، إضافة إلى حملات التوعية المستمرة في مجال الصحة العامة والحفاظ على النظافة في أماكن العمل في مجال الأغذية.
ويذكر العبادي أن المؤسسة غير قادرة على إغلاق أي من المحلات المخالفة في المخيم فالتضامن الشعبي بين سكانه كبير وأي محاولة لإغلاق أي محل تجاري تؤدي الى هيجان كبير بين السكان وتجمعهم للدفاع عن صاحب المحل المستهدف بالعقوبة مما يضطر المؤسسة للعمل على التوعية الصحية فقط.
قرع تقرير المؤسسة العامة للغذاء جرس الإنذار منذ عام ولكن بقاء الحال من المحال فالمطاعم ومحلات بيع الطعام زادت في مخيم الزعتري مع تدفق اللاجئين اليومي إليه، وتحوله الى ما يشبه مدينة جديدة ناشئة على أراضي المملكة.