سوريون بيننا-إسلام الأحمد
رغم ظروفه القاسية التي أجبرته على العمل في مجال الانشاءات
لإعالة أسرته الا أن الشاب العشريني عباس الفاعوري، استطاع أن يوظف شغفه في
الفيزياء وابتكار مجهر ليزري أطلق عليه اسم "الجيل الثالث".
ويقول الفاعوري لسوريون بيننا انه تمكن من اختراع هذا
المجهر الذي يعتمد على شعاع الليزر بشكل أساسي، أثناء دراسته للخصائص الفيزيائية
للضوء والليزر، مشيرا إلى أن آلية مجهره الليزري تعمل على استعمال شعاع الليزر
الذي يعالجه المجهر بطريقة فعالة ثم يتم تسليطه على عينة مجهزة مسبقاً بحيث يقوم
الشعاع المعالج بإظهار ما بداخل العينة بشكل سينمائي.
ويمكن
الاستفادة منه في دراسة الميكروبات والجراثيم في بيئتها الطبيعية واستخدامه في
مجالات الطب والتحليل المخبري، كما يقول الفاعوري ان يتحدى باختراعه المجاهر
الموجودة في الجامعات والمدارس ويطمح ان يساعد اختراعه الطلاب في مشاريعهم
ودراساتهم بكافة مراحلها.
ويضيف عباس انه بعد اختراعه للمجهر الليزري تبين ان جميع
الخلايا تظهر باللون الاحمر لذلك حاول التخلص من هذه المشكلة عن طريق ابتكار ليزر
ابيض ليستطيع من خلاله تمييز ألوان الخلايا والجراثيم وعلى الرغم من ان ذلك يستحيل
عملة حسب قوانين الفيزياء الا ان عباس نجح في ايجاد طريقة لتصنيع ليزر بين الأبيض
والازرق.
وكشف "عباس" أن ابتكاره الصغير الحجم والفعال
لم يكلفه أكثر من دينار ونصف أردني وجمع مواده من أسواق الخردة ليتمكن من تصميم
نموذجه الأولي، كاشفاً أنه لم يتمكن من تصنيع مجهر أكثر فاعلية بسبب صعوبة الحصول
على المواد الفعالة المطلوبة.
عباس الذي درس الدبلوم البريطاني في الهندسة المدنية في
كلية القدس وتخرج الأول على دفعته بمعدل امتياز، عمد أثناء دراسته إلى تقديم شرح مبسط للنظرية النسبية العامة ووجهة نظره الخاصة
بها متطرقاً لبعض تجارب الميكانيكا مما جعله يحظى بمكانة خاصة بين طلاب المنحة
والأساتذة المدرسين، وفق قوله.
وبعد تخرجه عاد الفاعوري الى الأعمال
اليدوية المجبر عليها لكن ذلك لم يمنعه من السير في تحقيق حلمه ولم يقف عائقا أمام اهتمامه بالرياضيات والفيزياء
والغوص في قوانينهما، ولا يزال إلى الآن يسير على هذا المنوال في سعي لفهم أكثر
للفيزياء التي عشقها منذ الصغر.
وبين الفاعوري لـ
"سوريون بيننا" أن العقبة الأولى التي واجهته في تسجيل ابتكاره هي
الوصول إلى الشركات المسؤولة عن براءات الاختراع، مشيرا إلى أن هناك تعتيماً
بالنسبة لتسجيل براءات الاختراع في الأردن وخصوصاً بالنسبة للاجئين دون معرفة الأسباب،
إلا أن احدى الجامعات وعدته بأن يتم تسجيل اختراعه بمركز براءة اختراع عالمي في أقرب فرصة.
ويطمح الشاب العشريني الذي يعيش في مدينة "مأدبا" إلى تطوير
ابتكاره الجديد ليكون ذا مظهر حضاري وأكثر فعالية، آملاً بأن تُتاح له فرصة السفر
ومتابعة دراسته وابتكاراته في إحدى البلدان الأوروبية.
عباس ليس الشاب السوري الوحيد الذي
تمكن من إثبات أن اللجوء ليس عائقا للابتكار والإبداع، فهناك شباب سوريون كُثر
نجحوا بابتكارات في مجالات عديدة في ظل حياة اللجوء.