اقتربت الأزمة السورية من دخول عامها الثالث وسط توقعات من الأمم المتحدة ان يشهد عام 2014 نزوح حوالي 4 ملايين سوري الى دول الجوار في ظل عدم وجود اي بوارد لحل اللأزمة السورية في المستقبل المنظور
ومع تحول السوريين لحياة اللجوء تصطدم احلام ووطموحات الكثيرين منهم بواقعهم الجديد.
ابو احمد تاجر سوري لاجئ في الأردن يعتبر ان كل ما قام به من منجزات على الصعيد الشخصي خلال 20 عاما انتهت فور تحوله الى لاجئ وان جميع ممتلكاته ومدخراته ومنزله ذهبت بها الحرب في بلده .
وأضاف انه فيما لو حاول البدء من جديد في بناء حياة ومستقبل جديدين فإن هناك الكثير من المعوقات والصعوبات التي تحول دون ذلك . مشيرا الى مرارة العيش كلاجئ.
و ارتفع عدد المهجرين من سوريا بعد دمرت مدن وقراها بالكامل وتشير إحصائيات الدولية ان عدد البيوت المهدمة، وفق تقديرات الأمم المتحدة بلغت 1.2 مليون منزل، وهو ما يعادل ثلث عدد المنازل في سورية تقريبا .
وتعدت الأضرار لتشمل جميع قطاعات وشرائح المجتمع السوري .
حمد وهو طالب جامعي سوري في جامعة دمشق فيقول ان تعب الدراسة والسنين اصبح بدون جدوى وان احلامه وطموحاته التي خطط لها وعمل عليها انتهت بسبب عدم قدرته على اكمال دراسته لأسباب كثير اهمها عدم قدرته على استخراج اوراقه الرسمية التي تمكنه من متابعة حياته الدارسية والوصول الى طريق استكمال طموحاته واحلامه مشيرا ان اللاجئ بحاجة للكثير من الوقن لإستيعاب واقعه الجديد والتكيف معه .
و كذلك تراجع مستوى التعليم في الجامعات السوريّة خصوصاً في المناطق التي شهدت معارك عنيفة كحلب وحمص وإدلب ودير الزور والرقّة، نتيجة سفر عدد كبير من أساتذة الجامعات إلى الخارج واقتصار التعليم في بعض هذه الجامعات على معيدين أو طلبة الماجستير.
بدوره عبدالله وهو شاب سوري يرى ان رفض معظم الدول استقبال اللاجئين السوريين يزيد من مرارة اللجوء وقسوة الظروف التي تمر على اللاجئين , حيث يرى ان الشباب السوري قد يجد فرصة لإستكمال طموحاته واحلامه التي تهدمت فيما لو فتحت دول العالم ابوابها امام احتضان اللاجئين السوريين لأن العبئ اصبح كبيرا على الأردن التي تتحمل وجود مئات الألاف من السوريين.
الدكتور عاطف شواشرة دكتور علم الاجتماع يقول ان الشعور بالقلق والكآبة النفسية و بعض السمات تصيب اللاجئين بعد وصولهم دول اللجوء .
ويضيف الشواشرة ان الخوف من المصير المجهول والخوف من المستقبل المهدد هي اعراض متلازمة تصيب الناس اثناء الازمات
وذكر الشواشرة لسوريون بيننا ان معهد العناية بصحة الأسرة في مؤسسة نور الحسين يقوم على تقديم مجموعة من الخدمات الصحية النفسية والاجتماعية وحتى الطبية العلاجية للاجئين السوريين مجانا ويتم عبر جلسات علاجية فردية او جماعية او عبر تنظيم حملات اجتماعية .
يفرض اللجوء نفسه على السوريين, لتبقى طموحات واحلام الكثير منهم مؤجلة ,بانتظار امل تشرق ملامحه.