"طفل العربة"... في الزعتري - فيديو

"طفل العربة"... في الزعتري - فيديو
الرابط المختصر

"أبي أعطاني العربة لأقتات منها بتحميل المساعدات حين يبدأ توزيعها على الناس"، يقول أحد الأطفال السوريين في مخيم الزعتري بعد أن ركن عربته جانبا ووجد فرصة للحديث عن تجربته في هذا العمل.

يجتمع أطفال العربات في ساحة التوزيع منتظرين مناديا يطلب منهم حمل ما حصل عليه من معونات أو أغطية، ليجر كل منهم عربة قد يثقل حملها أو يقل، ليعاود نفس الكرة إلى أن ينتهي التوزيع فيجدون فرصة للعب أو الاستراحة، فيما يجر بعضهم الآخر كعربون صداقة.

ويضيف الطفل الذي فضل عدم ذكر اسمه "تكثر أعداد العربات يوماً بعد يوم، وكل من يرغب باقتنائها لن يجد صعوبة في ذلك".

 يشيح الصغير ببصره جانباً باحثا عن زبون جديد، موضحا بأنهم يحصلون على العربات من خارج المخيم دون وجود صعوبات بإدخالها، ليصمت بعد ذلك لبرهة من الزمن مفكرا في قوت يومه الذي لم يجن منه شيئا هذا اليوم.

أما عن الربح المادي من هذا كله فيقول الطفل ذو الخمسة عشر عاما، وصاحب حكمة الشيخ الذي عركته الحياة "الرزق من عند الله، أنا لا أحزن حين لا أجني شيئا وأعلم أن رزقي آتٍ غدا لا محالة، ولا أنتظر رزقاً من الناس"، ويبتسم في يقين منتظراً من يناديه.

دينار واحد على نقل الحمولة هو ما يجنيه الطفل، وقد يرتفع منسوب أجره إلى خمسة دنانير في أحسن الحالات، لكن هذا العمل برمّته يغيب عن إدارة المخيم على حد إجابات العاملين على العربات في الزعتري.

أثناء عمله في هذه المهنة كوّن طفل العربة صداقات كثيرة وصفها بالحسنة، ودليل ذلك عنده أن أصدقاءه عملوا على استرجاع عربته حين سرقت أثناء عمله، "فهناك الحسن وهناك السيء، لكن رفاقي أنا أختارهم جيداً".

بعبارات قليلة يحاول طفل العربة أن يقول؛ قفوا ضدي، ودعوني أقتفي الخطى وحدي، أنا مذ وطئت أرض الزعتري قطعت العمر منفرداً على عربة، وما من مورد عندي سوى زندي.