خطاب الكراهية ضد الإنسان اللاجئ ، اتخذت من بعض وسائل الإعلام بيئة خصبة للتطور والتأثير على الرأي العام وتحويله من متعاطف مع اللاجئين إلى كاره لهم ومتحسس من وجودهم.
الصحفية والباحثة المتخصصة في شؤون الإعلام سوسن زايدة تقول ان غالبية وسائل الإعلام تتعامل مع قضايا اللاجئين السوريين من منطلق اقتصادي بحت , وليس من منطلق انساني . وهذا ما يجعل تلك التغطية غير عادلة ومنحازة ويتضح ذلك جليا اثناء التعامل مع قضايا المرأة ’ حيث يكون هناك نوع من "الإساءة الفاقعة " والتحريض ضد السوريين بشكل عام وان كل هذا هو خطاب كراهية .
وتضيف "يجب التخفيف من هذا النوع من خطاب الكراهية لما له من اضرار مستقبلية كبيرة ".
وتتناول وسائل اعلام محلية أردنية الاجئ السوري في بعض الأحيان كسبب " لتدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار و البطالة و حتى انتشار بعض السلوكيات" و ينشر احد المواقع عنوانا " اخر ابتكارات اللاجئات السوريات لإبتزاز الاردنيات"!
بدوره الكاتب فهد الخيطان يرى ان الإسلوب الذي تتبعه وسائل الإعلام في تغطيتها لأخبار اللاجئين السوريين على وجه التحديد "يساعد على صناعة ثقافة الكراهية والتحريض ضدهم ، باعتبارهم المسؤولين عن تزايد الجريمة بكافة اشكالها في المملكة اضافة الى المساهمة في زيادة الأزمات الاقتصادية المختلفة الموجودة ويعزو السبب الى الثقافة المتأصلة في المجتمع وفي وسائل الإعلام "بالكراهية تجاه الآخر خاصة اذا كان لاجئا " .
الدعاية في زمن الأزمات أتخذت أشكالا مختلفة مع التقدم والتطور الذي دخلت فيه شبكات التواصل الإجتماعي على خط الدعاية إلى جانب الإعلام التقليدي لتشكل بالمحصلة حربا حقيقية بين مكونات المجتمع المضيف واللاجئين انفسهم ساهمت فيه كثيرا بعض المواقع الإجتماعية من الجانبين حيث تقوم ايضا بعض المواقع السورية على شبكات التواصل الإجتماعي ببث لغة تحريض وكراهية ضد المجتمعات المضيفة .
كما يؤكد المنسق العام التنسيقية الثورة السورية في الاردن حسين الشريقي ان لغة التحريض والكراهية يجب ان لا تعطى المجال وان شكل العلاقة بين الشعبين في سوريا والاردن لا يمكن ان تقاس على ما يكتب من لغة تحريض في مواقع التواصل الاجتماعي , خصوصا وان هناك من "يحب التصيد في الماء العكر" و جعل الجو مشحونا بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
دكتور علم الاجتماع عواطف الشواشرة يرى ان الخطاب التحريضي قد يستند الى حادثة ما قام بها لاجئ او لاجئة , ولكن هذا التصرف لا يجب ان يعمم على جميع اللاجئين " لإن اي مجتمع يحتوي على شذوذ في التصرف والسلوك وفي الاخلاق بنسبة معيارية تتراوح بين 0.5 --- 2.5 % في اعلى الحالات وهي نسبة ضيئلة لايجوز تعميممها على المجتمع ككل ".
ويضيف الشواشرة ان غالبية الناس في المجتمعات هم اناس خيّرون وان اغلبهم يمتلك سمات متوسطة في كل شيء ولا يغلب عليه الطابع الاجرامي ".
كما يؤكد ايضا ان المجتمع الأردني هو مجتمع متعلم ومثقف وهذا مما يضعف من تأثير خطاب التحريض و الكراهية , مضيفا انهم دائما ومن خلال الندوات واللقاءات يحذرون افراد المجتمع من توخي الدقة والمصداقية عند تلقيهم المعلومة الإعلامية .
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الاردن اكثر من مليون و300 الف لاجئ بحسب الاحصاءات الرسمي