شح المنح الجامعية يحرم سوريين متفوقين من إكمال الدراسة

الرابط المختصر

سوريون بيننا-أحمد المجاريش

لم تكتمل فرحة الشاب السوري محمد الزعبي بعد أن اجتاز مرحلة التوجيهي بمعدل عال يتيح له الالتحاق بكلية الصيدلة في احدى الجامعات الأردنية كما كان يرغب، بسبب رفضه مرتين في منحة Edu Syria بالرغم من حصوله على معدل 90% في الفرع العلمي لعدم كفاية مقاعد المنح الدراسية، كما أخبرته إدارة المنحة.

ويضيف الزعبي، الذي قَدِم إلى الأردن قبل خمس سنوات مع عائلته هربا من الموت، أنه أكمل دراسته في المرحلة الثانوية في ظل ظروف معيشية صعبة، واستطاع رغم ذلك الحصول على معدل عال في التوجيهي ليحقق طموحه بأن يدخل كلية الصيدلة او الهندسة المعمارية، لكن تقلص المنح أضاع حلمه وحلم الكثير من زملائه.

يقول الزعبي لـ "سوريون بيننا ": "لم تؤثر على نفسي معاناة الحرب واللجوء مثل ما اثرت على نتيجة رفضي من منحة ايديو سيريا للدخول في الجامعة، كانت لحظات مؤلمة ومحزنة لي ولأهلي شعرت بالإحباط وضياع مستقبلي في الاردن".

لكن ذلك لم يثنه عن تحقيق هدفه، فهو يسعى للنجاح في امتحان التوفل للغة الإنكليزية ليتكمن من التقديم على منح دراسية خارج الأردن، إلى جانب عمله في الانشاءات وبعض الأعمال الحرة في مدينة اربد، حيث يعيش.

ولم يختلف حال الشاب بلال مسالمة كثيرا عن الزعبي، الذي اجتاز مرحلة التوجيهي بمعدل,3 91%، ولكن لم يقبل بأي منحة دراسية دون معرفة الأسباب.

ويضيف المسالمة أنه تفاجئ بالرفض على الرغم من حصوله على معدل عالٍ يؤهله للقبول، ليبدأ بالبحث عن عمل ليساعد أهله في تحمل أعباء اللجوء لعدم قدرته على تحمل تكاليف الدراسة في الجامعات الأردنية التي وصفها بالباهظة.

أما خالد الحريري الذي لم يستطع إكمال دراسته الجامعية في سوريا، بعد اضطراره للخروج بسبب تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية هناك قبل ست سنوات. يقول الحريري إنه استطاع إحضار أوراقه الرسمية من سوريا ولكن لم يحالفه الحظ أيضا بقبوله في احدى المنح الدراسية التي تطرح بداية كل عام دراسي، بعد محاولته لأربع مرات.

ويضيف لـ "سوريون بيننا": "يجب ان اكون الان قد حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب العربي على الاقل فكان حلمي في سوريا ان احصل على الماجستير لان تخصص اللغة العربية هو طموحي وحلمي، فقد ضاع من عمري 6 سنوات  في الوقت الذي كان يمكن أن أكون فيه قد اجتزت المرحلة الجامعية لأحقق حلمي بأن أكون معلم بدل ان اعمل في محل لبيع الخضار".

بدوره، قال رئيس تجمع الطلبة السوريين في الأردن، "سامر عدنان"، إن "نحو 3000 طالب سوري يدرسون في الجامعات الاردنية عن طريق المنح المقدمة من الاتحاد الاوربي وبعض الجمعيات الخيرية ومن ضمنهم  ما يقارب الـ 1700 طالب في جامعة الزرقاء الخاصة".


وعن آلية القبول في المنح، أوضح العدنان أنه "لا يوجد معايير واضحة ولكن من خلال التواصل مع الجهات الداعمة تبين أنهم يأخذون التخصصات الغير مكلفة كالآداب والترجمة ويحاولون التقليل من التخصصات المكلفة كالطب والصيدلة وذلك لزيادة عدد المقاعد،  مشيرا الى ان الجهات المانحة تأخذ بعين الاعتبار وضع الطالب المادي فدائما المعيل لأسرته له الأولوية في القبول بالمنحة".


وعزا العدنان سبب تقليل مقاعد المنح المقدمة للاجئين السوريين الى فتح معابر الحدود ولا سيما معبر جابر وعودة عدد من السوريين، التي أصبحت أولوية عمل المنظمات، إضافة الى إعادة توطين الكثير من السوريين في بلد ثالث.


وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "محمد الحواري" انه أكثر من 600 طالب غالبيتهم من الجنسية السورية استطاعوا دخول الجامعات الأردنية عن طريق منحة دافي.

وأوضح أن منحة دافي ليست جديدة، فهي موجودة في الأردن منذ التسعينات، ولكن الرقم اليوم تزايد بعد قدوم اللاجئين السوريين الى المملكة، وهي تعتبر نافذة الأمل الرئيسية للاجئين السوريين حتى يستطيعوا ان يروا مستقبلا أفضل، فـ"اللاجئ عندما يفقد وطنه ويأتي ويفقد مستقبله فهو صعب عليه، ولكن وجود نافذة امل مثل دافي هي شيء إيجابي".


وأكد الحواري أن محدودية المقاعد هي التي تجعل الاختيار صعب بالإضافة الى أن الاختيار هو تنافسي.


قال سفير الاتحاد الاوروبي أندريا ماتيو فونتانا إن الاتحاد الأوروبي يبذل جهودا لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين، اذ قدم الى الجامعة الألمانية -الأردنية تمويل إجمالي بقيمة 15 مليون يورو لبرنامج التعليم السوري-الاردني، لمساعدة أكثر من 1400 طالب سوري وأردني للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الأردن.

وجاء ذلك خلال المؤتمر " الطلاب السوريون في الأردن: حان وقت البدء من جديد" في شباط الماضي، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي وبرنامج تعليم الطلاب السوريين والممول من الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي وصندوق ائتمان الاتحاد الاوربي "مدد".

وتبقى مشكلة الطلاب السوريين الراغبين بإكمال دراستهم الجامعية مفتوحة على مصراعيها في ظل عدم وجود حل للأزمة السورية وقلة مقاعد المنح الدراسية، ليتحطم مستقبل الكثير من الشباب اللاجئين.