سوري وأردني يحولان التحديات إلى فرص في محل حلويات

سوري وأردني يحولان التحديات إلى فرص في محل حلويات
الرابط المختصر

سوريون بيننا-إسراء عوض

بعد سبع سنوات من اللجوء السوري إلى
الأردن، لم يعد مستغربا رؤية أسماء محال أو منتجات سورية في الأسواق الأردنية، حيث
أن للجوء جوانبه الإيجابية بتحريك عجلة الاقتصاد وخاصة بعد عمل السوريين
والأردنيين سوياً في مشاريع مشتركة، أتاحت المزيد من فرص العمل.

وبدأ سوريون وأردنيون بالعمل في مشاريع
صغيرة مشتركة في العديد من المحافظات، التي يتركز فيها اللاجئون السوريون، وخاصة
في قطاع المطاعم والحلويات.

ويقول أبو كندا، 33 عاما، الذي لجأ إلى
الأردن سنة 2013، إنه افتتح محل حلويات بالشراكة مع صديقه الأردني في مدينة
المفرق، بعد أن تمكن من جمع مبلغ مالي صغير من خلال عمله في مهن مختلفة في الأردن.

ويوضح أبو كندا، الذي كان تاجرا في
سوريا، لـ "سوريون بيننا" أن الشراكة جاءت بعد معرفة مسبقة بصديقه
الأردني، الذي يسكن إلى جانبه في احدى القرى بمحافظة المفرق، حيث قررا فتح مشروع
مشترك لعدم قدرة كل منهما على فتح مشروع خاص، وهو الذي يتطلب رأس مال كبير، حسب
وصفه.

ويضيف أبو سليمان، 34 عاما أردني،’’ تشاركت
معه في عدة مجالات وتبين لي أنه شخص متميز في إدارة المشاريع وفي التعامل مع
الزبائن وهذا ما جعلني أشاركه ’’، مشيرا إلى أهمية الاندماج بين الشعبين واذابة أي
فوارق عنصرية في ظل وجود المصالح المشتركة، إضافة أن مثل هذه المشاريع تؤمن فرص
عمل للعمال السوريين والأردنيين، إضافة الى الجو المميز الذي تخلقه مزج تلك
الثقافات معا.

ويُشغل الشريكان إلى جانبهما أربعة
عمال أردنيين وثلاثة سوريين، حيث أكدا على تبادل المهارات والخبرات بينهما، الأمر
الذي أعطى منتجهم نكهة جديدة مختلفة عن غيرها.

وأكد الشريكان في حديثهما لـ "سوريون
بيننا" أن حالتهما الاقتصادية أصبحت أفضل بكثير، حيث أمن المشروع دخلا جيدا،
مشيرين إلى أن الشراكة فرصة مميزة للعمل، بعد أن كانا غير قادريْن على فتح مشاريع
منفصلة.

الخبير الاقتصادي والاجتماعي مازن مَرجي،
قال إن الاستثمارات أياً كان نوعها مرحب فيها في الأردن، وجميعا تعود ايجابا على
الأردن من خلال زيادة رؤوس الأموال وبالتالي خلق فرص عمل، وبالتالي زيادة القوة
الشرائية والحركة الاقتصادية.

وأضاف ان هذه الشراكات تساعد على
الاندماج بين الشعبين، وخاصة أن الثقافة والبيئة الاجتماعية متشابهة جدا، ولاسيما
على مستوى جنوب سوريا وشمال الاردن، والتي يكاد لا يُفَرَّق بين أبناء تلك المناطق
ان كان سوريا أو أردنيا.

وتبقى مشاهد التعايش والتماسك
الاجتماعي كثيرة بين أبناء البلدين، والتي ترجمت إلى تحويل التحديات إلى فرص
للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.