رغم اللجوء.. سوري يحيي المسرح داخل الزعتري

الرابط المختصر

سوريون بيننا-أحمد المجاريش

من قلب المعاناة والشتات أصرّ الشاب السوري دحام الحمد على إثبات ذاته وإيصال رسالته ومعاناته إلى العالم الخارجي، رغم اصابته التي أجبرته على ترك بلده الا أنّ الإرادة كانت المحفز الأول له ولمجموعة من الشبان السوريين المتواجدين في مخيم الزعتري لإعادة الحياة للمسرح السوري وبث ما يحملونه من أفكار تعكس جوهر حياتهم في المخيمات.


ويقول الحمد، 23 عاما، إن أكبر صعوبة واجهته هي إصابته التي سببت له إعاقة حركية في يده اليسرى بنسبة 70%.

يضيف ” كانت بتغلبني إذا بدّي امسك المايك وكتاب بنفس المشهد فكنت اضطر اربط المايك عند رقبتي او بجيبة الجاكيت لما نعرض المسرحيات بالشارع او خارج المسرح”.

تلقى الحمد عدة جوائز من عدة منظمات بسبب تفوقه ونجاحه في أعمال الفن، حيث حصل على درع المركز الاول في مسابقة مبادرون من منظمة انترنشونال ريليف، ودرع الأفكار الريادية والمجتمعية من لجنة سوريا الغد الفنية، وقائد ومؤسس فريق حلم للأفلام التوعوية في مخيم الزعتري، وحصل على المركز الاول على مستوى المخيم بمسابقة للمشاريع الريادية مع منظمة يونيسيف.

ويقول “ان المسرح لطالما كان أبو الفنون منذ أيام الإغريق واليونان، حيث يحاكي معاناة الشعوب وقضاياهم وتجاربهم الإنسانية، فتركنا الوطن والديار والعيش في صحراء قاحلة كان لا بد من خشبة المسرح لإيصال معاناتنا في المخيم ومعاناة السوريين بشكل عام”.

وشارك الحمد بعشرات الاعمال المسرحية، وهي مسرحيات بمجملها رسائل تتناول السلام وقضايا العنف ضد المرأة، وتركز على أهمية تعليم المرأة والانخراط في سوق العمل وتحديات ذوي الاحتياجات الخاصة وتوعية عمل الاطفال والترفيه عن اللاجئين المتعبين من دمار الحرب وفقدان الأحبة والوطن وقوبلت الفرقة بردود فعل إيجابية مكنتها من الاستمرار والقدرة على تطوير الأفكار والأداء.

الرسم


يمضي الحمد معظم أوقاته، بين جدران كرفانته الحديدية بغرفة ضيقة أمام لوحاته التي يرسمها بريشته، والتي تجسد “الواقع المرير” الذي يمر به اللاجئين في مخيم الزعتري بلوحات فنية عميقة التصوير.


ويضيف لـ “سوريون بيننا” أنه رسم العديد من الجداريات تطوعا في المخيم وشارك بعدة معارض على مستوى الأردن، منها فنانون عبر الحدود ومعرض الجاليات في جامعة الزرقاء، وأصبح ممثل الفنانين السوريين، وفق قوله.

وأثر اللجوء والحرب على درجات الألوان التي كان يستخدمها قبل 2011، إذ يقول إن لوحاته تحولت لرسائل تحاكي واقع اللجوء بعد أن كانت تحاكي الطبيعة ومفعمة بالأمل، حسب تعبيره.

ويضيف أن انخراطه في الاعمال الفنية فتح له المجال في العمل والتطوع في العديد من المنظمات في مخيم الزعتري، حيث يتطوع مع منصة صدى الإعلامية في المخيم لقصص النجاح وكاتب ومصور، ومتطوع مع وكالة نيروز الإخبارية كمصور وصحفي، إلى جانب دراسته في جامعة الزرقاء بتخصص الصحافة والإعلام.

ليس دحام الحمد فقط الذي تجاوز ظروفه الصعبة وحقق نجاح كبير في مجال الفن فقد تمكن لاجئون سوريون كثر من إثبات أن اللجوء لم يكن عائقاً لتحقيق النجاح رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، واستطاعوا تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن اللاجئين لدى البعض، ووضعوا بصمة إيجابية في المجتمعات التي لجأوا إليها.