تقترب الأزمة في سورية من إنهاء عامها الثالث ,,, ثلاث سنوات تنقّل فيها ملف هذه الأزمة بين الجامعة العربية وأروقة الأمم المتحدة ومجلسها الخاص بالأمن, والعديد من مؤتمرات الأصدقاء والمانحين دون إيجاد أي حل ينهي مأساة هذا البلد .وبعد مؤتمر جنيف الأول.. يأتي استحقاق جنيف الثاني يوم الأربعاء المقبل، والذي لم تتضح فيه بعد معالم مشاركة الأطراف المتنازعة فيه، في ظل انقسام واضح بين السوريين حول جدواه وأهميته، كما يرى السوري المقيم في الأردن.. حسين.
فالسوريون بحسب حسين، لم يستفيدوا شيئا من جنيف 1 ولم يقدم لهم أي أمل في الحل، ولذلك فإن الحديث عن جنيف 2 هو مضيعة للوقت وسيكون مسرحا لتخاذل دولي جديد ضد الشعب السوريي بقيادة روسيا واميركا.
ويضيف بأن جنيف 2، الذي لا يعنيه أبدا، سيحسم قناعة الكثيرين بعبثية البحث عن حل سياسي للأزمة في سوريا وسيضغط على اللاعبين الدوليين في القضية السورية لاتخاذ مواقف اكثر جرأة في حل المعضلة السورية.
أما همام وهو سوري من دمشق، فيرى أن الهدف من مؤتمر جنيف 2 هو تصفية " الثورة السورية " على حد تعبيره
ويشير همام إلى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لتسوية سياسية تضمن بقاء النظام الحالي في سورية، وأن فرصة انعقاده كبيرة رغم قناعته بأن المعارضة التي وصفها بـ"الحقيقية" لن تكون حاضرة هناك، "لأن المطلوب هو تقديم تنازلات تضر بالهدف الأساسي للثورة السوية"، دون أن يستبعد إمكانية "شراء" بعض المعارضة للحصول على تلك التنازلات.
فيما يجد السوري عمر أن المشاركة في جنيف 2 يجب أن تكون مشروطة من قبل من سيقوم بتمثيل المعارضة السورية، مؤكدا على أن أي حل سياسي يجب أن يتضمن "أهداف الثورة السورية"، وفي مقدمتها رحيل النظام ونيل الحرية الكاملة.
"أما القبول بأي حل لا يتضمن تلك الأهداف فهو خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الشعب السوري، على حد قول عمر.
من جانبه، يؤكد السوري عبد الله، على ضرورة انعقاد المؤتمر وأهمية حضوره من قبل جميع الأطراف، "وذلك للوصل إلى وقف القتل والتدمير الذي تتعرض له سورية من قبل جميع الأطراف"، مشددا على أهميه حقن دماء السوريين وإعادة بناء الوطن
المحلل السياسي عامر السبايلة، يشير إلى أن مؤتمر جنيف 2 لم يعد يعنى البحث عن حل للأزمة السورية فقط، بل اصبح مهتما بمحاربة الإرهاب في المنطقة
ويؤكد السبايلة على أن جنيف سيقعد كونه أصبح يمثل ضرورة دولية لمعالجة قضية الإرهاب في المنطقة وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية
ويوضح بأن حضور المعارضة المسلحة ليس شرطا للوصل إلى حل في جنيف 2، لأن الحل يكون بالحديث مع الأطراف الممولة لتلك الجهات المسلحة.
رغم عمق الاختلافات في طريقة الحل وكيفيته، إلا أن سرعة الوصول إلى هذا الحل هو ما يبحث عنه الجميع سوريا وإقليميا.. ودوليا..