تطور مخيم الزعتري فاق كل التوقعات

تطور مخيم الزعتري فاق كل التوقعات
الرابط المختصر

سوريون بيننا-حياة الدبيس

بعد مرور ثماني سنوات على إقامة مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق على بعد 85 كلم شمال شرق العاصمة الأردنية عمان، على مساحة 8500 دونم شرق المفرق، أصبح مدينة متكاملة من وجهة نظر ساكنيه والعاملين به، من حيث المرافق والبنية التحتية والخدمات.

وتعتبر اللاجئة السورية ام احمد ان مخيم الزعتري بعدما كان من الصعب العيش به الا أنهم اليوم يفضلون البقاء فيه لما يوفره من خدمات.

 وتقول أم أحمد: "عندما لجأنا الى الأردن تم ادخالنا الى مخيم الزعتري والحياة به كانت شبه مستحيلة من صعوبتها، لم يكن هناك مياه ولا حتى كهرباء وحتى الطرق لم تكن موجودة، وكنا نسكن بخيم، لكن اليوم لم يعد المخيم على ما كان سابقاً فاصبح المخيم يفوح برائحة المأكولات السورية والمنتجات السورية والطقوس السورية، أصبحت اشعر انني داخل احدى اسواقنا السورية  ادلب والشام القديمة وما زالت تلك الرئفة وحسن الجيرة بيننا، وأجواء رمضان السورية التي عادت داخل المخيم، فاصبح كل شيء أكثر راحة من بدايته".

وتضيف أن الحياة أصبحت بوجود الكهرباء والمستشفيات والبنية التحتية أسهل، حيث أصبحت الطرق أفضل ولم نعد بحاجة للخروج من المخيم لشراء حاجاتنا، فأصبح داخل المخيم الأسواق التي توفر ما نحتاجه، وأصبح مكان السكن كرفان وهناك حديقتك الخاصة، فالحياة داخل المخيم أصبحت أسهل من خارجه، فالمخيم بات هو مكاناً نقدر على العيش به".

ويقول حسام الذي يسكن في المخيم:" بدأنا بخيم واليوم بكرفان والخدمات لم تكن كبدايتها فاليوم الكهرباء والماء والطرقات والتعليم والصحة والعمل كلها بحاله نحمد الله عليها لأنها شكلت لنا مدينة مكتملة من كل شيء، بداية المخيم لم يكن هناك استقلالية بالخدمات ولكن اليوم كلاً له حياته الخاصة وبعدما كان التعليم يتم بخيمه فاليوم تم بناء اكثر من سبعة عشر مدرسة، واصبحنا نتعامل مع تجار أردنيين مما ساهم في إنعاش تجارتنا وبناء المحالات التجارية والذي عكس على الشباب السوري من خلال فتح مجال العمل أمامهم، كما ساهم فتح المولات داخل المخيم بسد حاجتنا وتوظيف اللاجئين داخله، واصبحت المنتجات اليدوية ومحلات المأكولات  والحلويات الشامية  تميز المخيم،  كما اننا اليوم أصبحنا قادرين على اخذ تصاريح عمل والعمل خارج المخيم بعدما كنا لا نستطيع الخروج من المخيم مما عكس ذلك على وضعنا المادي".

وتقول مسؤولة العلاقات الخارجية لمخيم الزعتري في المفوضية السامية مروة هاشم، إن المخيم شهد تطورا خلال السنوات الماضية، في البنية التحتية وغيرها.

وتوضح أن المخيم بدأ بقطعة صغيرة من الأرض وعدد كبير من اللاجئين يصل الى أكثر من خمسة الاف، وبدأ يكبر المخيم، وكانت توزع خيم على اللاجئين السورين ولكن في أواخر عام 2013 بدأ توزيع الكرفان على اللاجئ السوري وذلك حفاظاً على امانهم وعائلاتهم، اضافةً الى صعوبة الخدمات مع بداية تأسيس المخيم فالمياه كانت توزع على اللاجئين بمكان واحد وبعدها أصبح هناك تنك مياه يذهب للكرفان ويقوم بتزويدهم بالمياه الى ان تم إيصال المياه من خلال خط وايصالها مباشرة الى الكرفان من خلال المواسير.

وتضيف ان الخدمات التعليمية والاجتماعية ما زالت في تطور، فالكهرباء في البداية كانت تعاني من مشكلات وتؤدي الى حوادث لكن اليوم تم إيصال الكهرباء من خلال تركيب محطة طاقة شمسية ساعدت في إيصال الكهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم، فالمحطة الموجودة داخل المخيم هي أكبر محطة طاقة موجودة في مخيم لجوء.

وتقول "إننا لم نتوقع ان الأزمة السورية ستدوم كل هذه السنوات لذلك ما كنا نقوم بتقديمه في بداية اللجوء كان هو ضمن حالة الطوارئ، واستمرينا في تقديم الخدمات وتطويرها، فاليوم اللاجئ السوري يمكنه العمل خارج المخيم من خلال تصريح العمل".

ويرى المحلل الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش، ان التطور الاقتصادي داخل مخيم الزعتري مقارنة مع بداية اللجوء وتأسيس المخيم فاق كل التوقعات، وما حصل داخل المخيم في اخر سنوات فاق التطور في مناطق ومدن أخرى.

 وأشار إلى أن ذلك شكل أمان اجتماعي واقتصادي داخل المخيم وسمح لهم باستثمار امكانياتهم ومهاراتهم بشكل إيجابي، وإيجاد نوع من الدخل الإضافي لهم، وبالتالي اعطائهم نوع من الثقة وخلق لهم فرص بين المؤسسات والمنظمات الدولية ومنحهم وجودهم، واكسبهم مهارات جديدة واعطائهم امل بما يبذلونه من جهد للاندماج الإيجابي بالدور الاقتصادي.

وأضاف ان هذا التطور عكس على المناطق المحيطة بالمخيم، لذلك "حان الوقت لوضع خطة اقتصادية للتعاون مع اللجوء السوري وتحويل دوره الى دور منتج من خلال استثمار مهارتهم وتحويل المخيم الى منطقة اقتصادية وتشجيع الاستثمار والصناعة وإيجاد قطاعات مشتركة بين الطرفين الأردني والسوري".

ويعيش في المخيم نحو 80 ألف شخص، 56% منهم تحت سن 18و 14% نساء، و20 ألف طالب مدرسة.