المستشفى المغربي : قصص مواليد ومرضى الزعتري
عمان نت- ليندا المعايعة
على بعد 300 متر عن بوابة مخيم الزعتري يبعد المستشفى الميداني المغربي وفيه ولد 107 أطفال وسجل الاطفال كغيرهم “لاجئين” في السجلات الرسمية الخاصة بشؤون اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الوقت الذي قدم خدماته العلاجية والجراحية لـ 376 جريح حرب من بينهم 9 اطفال و6 نساء و316 رجلا.
وولد على أيدي اطبائه يوم الاثنين 4 اطفال عالج طاقمه الطبي وعلى مدار ستة اشهر من اقامته كاكبر مستشفى ميداني داخل المخيم 88 ألفا و227 لاجئا ولاجئة حيث بلغت الخدمات العلاجية والاستشارية والجراحية المقدمة واستفاد منها ” 126256″ الف لاجئ سوري بينهم ” 49802 “الف طفل .
هؤلاء اطفال الهجرة القسرية لا تطلق اسماء عليهم لحظة ولادتهم بل يترقب ذويهم الاحوال وعليها يسمى الطفل لكنهم في نهاية المطاف عرفوا بالرضيع “اللاجئ”تسمية مجازية اقحمتها ظروف الحرب في سوريا.
وحسب التوجيهات الملكية للعاهل المغربي محمد السادس فان المستشفى حصل على 1000 حقيبة تحتوي على مستلزمات رضع تحصل عليها كل والدة انجبت داخل المستشفى من بين المساعدات التي قدمتها المغرب للاردن لجهودها في استقبال اللاجئين السوريين جرى توزيع نصف العدد على امهات كن انجبن خارج المستشفى واستدعى وضع اطفالهن الحصول على ملابس وحفاظات وغيرها من احتياجات الطفل الوليد.
الوقت الحاسم لفريق المستشفى المغربي الميداني يكون قبيل منتصف الليل حيث يتمكن اللاجئون من الدخول وعادة ما تكون هناك اصابات بليغة لجرحى حرب تُجرى لهم عمليات داخل خيمة مخصصة ومعقمة داخل المستشفى ومجهزة بالادوات الجراحية والتخدير والتعقيم والانعاش .
وفي جولة للصحافة المحلية والأجنبية نظمتها السفارة المغربية في عمان امس الاول اطلعت على عمل المستشفى الميداني ورصدت خلال الجولة مواقف انسانية وقفت عندها.
ابن يبر بوالدته العجوز مضحيا بزوجته وابنه.
خلال الجولة والإطلاع على واقع عمل المستشفى الذي لا يبعد سوى 300 متر عن بوابة المخيم ، نتوقف عند عجوز تجاوزت الـ 85 عاما وقد كسرت كتفها وعالجها طبيب مغربي ، ترتجف وتذرف الدموع صامتة ، لكن وجهها وتجاعيده كانت تحكي معاناة شعب غُرِّب عن ارضه.
ابنها عاصم عبد الباقي استنجد بالجيش الحر ليصل بوالدته الى الحدود الاردنية ن كان هو الاخر قد تخلى عن بيته بإحدى قرى حمص بعد ان دمر من جراء القصف “ضحى” بزوجته وطفله الوحيد مقابل رعايته والدته في الوقت الذي رفضت زوجته ان تشاركه المسؤولية وتخييره بينها وبين والدته في زمن الحرب.
مشهد انساني تشارك فيه السفير الحسن عبد الخالق ومدير المستشفى والأطباء والصحافيون واثر في نفوس الجميع والافتخار بموقف عاصم اللاجئ السوري الذي دخل المخيم قبل شهرين برفقة والدته ليبرَّها .
وفي موقف اخر لفت الانتباه في حديقة المستشفى “بشار” الطفل ذي الـ 9 اعوام يدخن ، فالتدخين لم ياتِ من فراغ بل جاء وعلى حد قوله ” من الذل” وما تعيشه بلاده اذ اعتاد على التدخين منذ سنيتن مع تاريخ تردي الاوضاع الامنية في سورية, فوالده لا يعلم ان ابنه الصغير مدخن لكن يعلم ان ابنه الذي يكبره بـ 5 اعوام مدخن هو الاخر.
بشار لا يبالي بصحته وتأثير التدخين عليها فهم لا يعرفون طريقا للمدرسة ولا يعلمون من كتبها شيئا الا انهما يتطلعان الى امل العودة, فحضورهما الى المستشفى كان فضولا.
التبول اللاارادي والخوف يلازم 419 طفلا سوريا.
فهذه الفئة من صغار السن هي جزء مباشر من عمل المستشفى الميداني الذي قدم خدمات نفسانية واستشارية لـ”1774 “الف لاجئ سوري بينهم “419″ طفلا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة خاصة وإنها ارتبطت بالإحداث في سورية فهؤلاء الاطفال وحسب الاختصاصي النفساني” ظهرت عليه عوارض التبول اللاإرادي، الخوف والاكتئاب اضافة الى حالات مرضية نفسانية اخرى كانفصام الشخصية