اللجوء ينهي أحلام حملة الشهادات من الشباب اللاجئين

الرابط المختصر

سوريون بيننا-ثائر غنيم

ما أن يحصل الشاب على شهادته الجامعية، يبدأ بالتفكير بتطوير مهاراته ليدخل سوق العمل وبناء مستقبله في مجاله تخصصه الأكاديمي، لكن ذلك مختلف عند الشباب اللاجئين من السوريين، فبعد إنهاء دراسته الجامعية تبدأ رحلته في سوق العمل بعيدا عن السنوات التي أمضاها بين مقاعد الدراسة.

اللاجئ السوري رياض، 26 عاما، قال لـ "سوريون بيننا"، إنه حصل على شهادة الهندسة الزراعية من إحدى الجامعات الأردنية قبل ثلاث سنوات، لكنه يعمل في مغسل سيارات، بنظام المياومة وبساعات عمل تصل ل 12 ساعة يومياً، لعدم قدرته على الحصول على عمل في مجاله الأكاديمي، لاعتبارها من المهن المغلقة، حسب قانون العمل الأردني.

ويضيف بأن هذا سيشكل له مشكلة في المستقبل، لعدم امتلاكه الخبرة في مجال تخصصه الجامعي.

ولم يختلف حال محمد الأسمر كثير عن رياض، فهو حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة اليرموك ويعمل في مطعم 12 ساعة يوميا وبأجر شهري لا يتجاوز 270 دينارا.

ويقول الأسمر، إنه لا يستطيع العمل في مجال دراسته، وهو ما أجبره على العمل في مجال مختلف كليا عن دراسته وطموحه، ليؤمن احتياجاته المعيشية.

أما بلال، 23 عاما، الذي تخرج من قسم هندسة الحاسوب من جامعة فيلادلفيا قبل سنة، فهو لم يحظى بعمل إلى الآن، لعدم قدرته على الحصول على عمل في مجال تخصصه.

ويرى بلال في حديثه لـ "سوريون بيننا" أن يجلس في البيت من دون عمل أفضل من أن يعمل في غير تخصصه، مهما كان الراتب.

بدورها قالت رئيسة مركز تمكين للدعم والمساندة ليندا كلش، إن الكثير من اللاجئين السوريين من حملة الشهادات الجامعية يعملون بمهن لا تناسب مؤهلاتهم، كالعمل في المخابز أو كعمال بناء، حيث تمارس ضدهم بعض الانتهاكات من أصحاب العمل أو انتهاكات معنوية، حيث يجد اللاجئ نفسه يعمل بمهنة مختلفة عن مهنته بساعات عمل طويلة وبأجر قليل.

بصوت ليندا (أضافت بأن هناك 400 معلم حاصلين على شهادات جامعية عاطلون عن العمل من أصل 650 معلم، حيث يعمل 250 منهم بعقود تطوع مع اليونيسيف بالإضافة لوجود 30 مهندس و20 طبيب داخل مخيم الزعتري وخارجه عاطلون عن العمل وبعضهم يعمل بمهن مختلفة عن مجال دراسته، وذلك حسب إحصائيات استطاع المركز توثيقها). لا يتجاوز الصوت 20 ثانية

أما وزارة العمل الأردنية فلها أسبابها، فبحسب رئيس وحدة اللجوء السوري في الوزارة حمدان يعقوب فإن لدى الوزارة قائمة للمهن المغلقة وهي حصرية للأردنيين، لا يستطيع اللاجئ السوري أن يعمل بها بسبب وجود عدد كافٍ من الخريجين الأردنيين لإشغالها.

وأوضح أن الوزارة أصدرت ما مجموعه 132 ألف تصريح عمل للاجئين   السوريين في القطاعات الغير مغلقة، منذ بداية العام 2016 أي منذ تاريخ انعقاد مؤتمر لندن (وثيقة العهد مع الأردن) إلى تاريخ اليوم.

الخبير الاقتصادي حسام عايش يرى بأن المشاركين في مؤتمر لندن لهذا العام بدأوا يلحظون أهمية إدماج اللاجئين السوريين في الدورة الاقتصادية، من خلال تخصيص كوته لهم ضمن فرص العمل التي يمكن أن توفرها المنح الدولية التي يفترض أن تقدم للأردن، وبالتالي يمكن لبعض هؤلاء اللاجئين من حملة الشهادات أن يجدوا فرص عمل لهم.

مضيفاً بأنه وخلال مؤتمر لندن السابق كان الحديث عن 18 منطقة اقتصادية يمكن للسوريين العمل بها بنسبة 15% من إجمالي العمال يرتفع إلى 25 %، أما في المرحلة الحالية فيعتقد بأن الفرص ستكون متاحة في كل الأردن لكن المعيار هو توفر فرص العمل التي يمكن أن يقبل بها حاملو الشهادات.

وتبقى مشكلة الشباب اللاجئين من حملة الشهادات الجامعية مفتوحة، في ظل عدم وجود حلول مطروحة والتوصل لحل سياسي للأزمة السورية وعودة اللاجئين.