في غرفة صغيرة من منزله المتواضع في اربد يعرض اللاجئ السوري احمد الحمصي ما ينتجه من مجسمات مصغرة يصنعها يدويا من مواد بسيطة.
ولم ينتظر أحمد في بداية لجوئه للأردن عام 2014 الحصول على عمل وطور موهبته المفضلة بصناعة المجسمات، نتيجة حاجته للعمل وملئ وقت فراغه، ووظَّف طاقته الإبداعية ومهارته لصنع مجسمات لأماكن منها مشهورة تستخدم لغايات الزينة في المنازل. ويعتمد احمد في صناعة المجسمات على أدوات متوفرة في المنزل ويستخدم مواد بسيطة خفيفة الوزن.
ويقول احمد إن العمل في البداية كان صعبا، خاصة أنه لم يتلق تشجيعا من أحد، نتيجة استخدامه ادوات بسيطة منزلية وعدم وجود الخبرة الكافية، لكن إصراره على النجاح كان أقوى من تلك التحديات، إلى أن شارك في عدد من البازارات لعرض منتوجاته وبيعها، وهو ما أعطاه دافعا لتصميم المزيد من الإنجازات الفنية والثقافية.
ويستخدم أحمد العيدان الخشبية والسيلكون والجبصين والحجر والبلاستيك والفلين لصنع المجسمات، ولعل من أبرز منتجاته برج إيفل الذي استغرق نحو شهر لإنجازه، كما أن عمله في التمديدات الكهربائية أضاف بعدا جديدا لهوايته ومهارته في صنع المجسمات، حيث أدخل الانارة على ما يبتكره لتضفي جمالية على أعماله.
وينتج أحمد العديد من المجسمات والتحف وعلب الهدايا والإكسسوارات المنزلية، حسب الطلب، والتي تتطلب الدقة والوقت لإنجازها.
ويضيف أحمد أن من أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهه هو عدم قدرته على تسويق منتجاته بشكل أوسع ليتمكن من بيعها، حيث أنه يعتمد على أصدقائه وجيرانه في بيع بعضها، إضافة إلى عدم امتلاكه أدوات دقيقة للعمل.
ولا يخشى أحمد من المصنوعات التي تنتجها الآلات الحديثة، حيث أكد أنها لا يمكنها منافسة ومضاهاة القطع التي تنتجها اليد الشرية والتي تكون ممزوجة بعواطفهم وأجزاء من أرواحهم.
ويأمل أن يكون مدربا لينقل خبرته التي اكتسبها من دون دراسة أكاديمية لمن يرغب في تعلمها. ولفت إلى أن بعض من يعملون في الحرف اليدوية يقصدونه لمساعدتهم في صناعة بعض الأشكال التي تصعب عليهم.
وأصدرت الحكومة الأردنية أواخر العام الماضي قراراً يسمح للاجئين السوريين في المملكة بإنشاء أعمالهم المنزلية، في قطاعات الحرف اليدوية والخياطة والصناعات الغذائية، استنادا على أنظمة ترخيص أمانة عمان الكبرى ووزارة الشؤون البلدية، من دون الحاجة إلى شريك أردني.
وأُطلقت منصة "سوق فن" في تموز 2018 تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، حيث تتيح المنصة للعاملين والعاملات في صناعة الحرف اليدوية والمشغولات الفنية والمنتجات المحلية المصنوعة يدويا فرصة تسويق منتجاتهم المختلفة للباحثين عنها وبيعها، وبالتالي زيادة مبيعاتهم وإيجاد دخل جديد لهم ولأسرهم.