اللجوء ...كمحطة تطور فنية في حياة "قبيس" الدمشقية
"الحرب في سوريا داهمت أحلامي وبعثرتها" تفتتح الفتاة الدمشقية ريم قبيس حديثها معلّقة على أثر الحرب على أحلام السوريين، وتقول كان للحرب أثراً كبيراً علي، تركت بداخلي صورةً حيّة عن القصف والدماء.
وبحسب طالبة الصيدلة الدمشقية ذات الواحد وعشرون عاماً، فإن "الرسم والكروشيه" كان لهم أثراً كبيراً في شفاء الشظايا التي أسلفتها الحرب بنفسيتها.
الرسم من الطفولة
اكتسبت موهبة الرسم من طفولتها بعمر الأربعة، وحاولت تطويرها بشكل دائم من خلال سؤال الناس من حولها وعن شكل اللوحة وتعابيرها، واستخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لنشر لوحاتها والترويج لها وبيعها.
عوّلت على دخلها من بيع قطع الكروشيه البسيطة ولوحاتها الفنية في أن تنفق على نفسها، وتروي قصة تعلّمها لفن الغرزة "الصوف والغرزة تعلمته في حصة المهني في المدرسة وبعدها بدأت أطلب من أهلي شراء الصوف لتعلمه وحياكة لفحات ومفاتيح من الكروشيه".
وبسبب افتقارها للعلاقات الاجتماعية وعدم قدرتها على تكوين صداقات عند لجوءها من سوريا إلى الأردن، شكل الرسم بالنسبة لقبيس شغفاً تلجأ إليه لتفريغ طاقتها السلبية، وتقول "موهبتي اندمجت مع شخصيتي وصقلتها"، كانت تمارس موهبتها التي تراها "نمط حياة" في الإجازات الصيفية من خلال بيع "أوردرات الرسم" وفي موسم الشتاء "تحيك الكروشيه" من خلال "المعاطف والطواقي" لتعرضها على منصات التواصل الاجتماعي وتبيعها.
الصيدلة والموهبة ..قصة ريم
صعوبة التخصص الذي تدرسه، شكل لها عدة عوائق وقفت بوجه مشروعها الفني، فتوانت عن استثمار الرسم والكروشيه كمصدر للدخل، وتؤكد "رغم صعوبة دراسة الصيدلة أحاول إيجاد وقتاً أمارس فيه موهبتي".
في بداية تعلمها الرسم، بدأت بطباعة الصور على دفتر رسوماتها بشكل مُتقن، فبدت لعائلاتها طفلة موهوبة، ثم توجهت لليوتيوب لتعلم تقنيات النحت والرسم على الزجاج، وتكوين لوحات "بورتريه" شخصية بالفحم والرصاص، وتحاول تجميع مصروفها لشراء كافة نوعيات الألوان، وتضيف أن أصدقائها في كلية الصيدلة قدموا لها الدعم والمساندة عبر حساباتهم الشخصية، وخلقوا لها بيئة صديقة تحفز موهبتها.
تعزم قبيس على جعل مشروعها مصدر دخل دائم ومستدام لها، وتختتم حديثها متأملة إيصال موهبتها في الرسم لأكبر عدد ممكن من الناس قائلة "الحرب تصنعُ أبطال دوماً".
إستمع الآن