اللاجئون المصابون ضحايا الالم والنسيان – صوت

اللاجئون المصابون ضحايا الالم والنسيان – صوت
الرابط المختصر

حزم المازوني - سوريون بيننا

تتزايد أعداد المصابين السوريين الوافدين إلى الأردن يوما بعد يوم مع اشتداد المعارك في سورية، حيث تستقبل المستشفيات في مخيم الزعتري المصابين يوميا، فيما يتم تحويل الحالات الحرجة بشكل فوري إلى المستشفيات الأخرى داخل الأردن وفي غالب الحالات يكون المصاب غير قادر على الحركة لفترة طويلة قبل وبعد العلاج.

إلا ان اللاجئ المصاب يجد نفسه منسيا بعد خروجه من الزعتري، ليعتمد في استكمال استشفائه على الله وفاعلي الخير فالمفوضية لا تتابع المصابين في المستشفيات ولا تتواصل معها للحصول على بيانات الحالات الحرجة لتقديم الدعم الصحي للمصابين، وفقا لعدد من اللاجئين الذين تلقوا علاجا فيها.

أبو أكرم لاجئ أفقدته إحدى قذائف النظام ساقه وعينيه فبات عاجزاً عن الحراك والتنقل لقضاء أبسط احتياجاته، وأثقل كاهل زوجته التي يتوجب عليها البحث عمن يتكفل بتكاليف علاج ساقه وبصره، إضافة لما تحمله من أعباء رعايته في المنزل فأبو أكرم لا يستطيع المشي أو الحركة.

ويشتكي أبو أكرم بحرقة “لا أرى أحد ولا يزورنا أحد ولا يساعدنا أحد، ليس لنا سوى الله”.

على قائمة الإنتظار لتلقي الدعم من المفوضية تنتظر أم أكرم التي استطاعت بعد جهد التسجيل في المفوضية ولم تتلق حتى الآن أي دعم صحي او مادي فللمفوضية قوانينها في الانتظار.

“هذا الإنتظار لا يلبي إحتياجات زوجي” تقول أم أكرم التي وجدت نفسها فجأة مكان المعيل، وبعد أن لم تلبي المفوضية إحتياجاتها طرقت باب أهل الخير الذين لبو جزءاً من حاجتها ” وهي الآن تشتري لزوجها الحفاضات الضمادات والأدوية وتضمد جراحه بيديها.

يتجه لاجئون إلى المفوضية بشكل شخصي للتسجيل لتلقي الدعم، أما من لا يملكون القدرة على التنقل والحركة فيحاولون استعمال الخط الساخن الذي خصصته المفوضية لتسجيلهم دون الحاجة لزيارة مكاتبها.

أبو عدنان لاجئ سوري آخر لا يستطيع الحركة، بترت ساقه من فوق الركبة وأطفأت شظية النور في إحدى عينيه، يقطن مع والدته السبعينية التي لا تقوى على رعايته بعد أن وهنت جراء تقدمها بالسن.

حاول أبو عدنان إستخدام الخط الساخن المخصص للاجئين في المفوضية كي يشرح لهم حالته علهم يأتون للكشف عليه والتوثق من حالته ولكن دون أي نتيجة.

وتردت حالته ووضعه المعيشي بلا دواء أو مصروف أو حتى أجرة بيته فصارت حالته كما يصف “حالتي بالويل .. بالويل”.

أكثر من 50 لاجئا سوريا أكدوا لمعد التقرير فشل محاولاتهم بالتسجيل عبر الخط الساخن الذي خصصته المفوضية للحالات المستعصية لأن الخط مشغول غالباً، وبعد شرح الرد الآلي لكيفية التواصل مع عامل المقسم لتشرح له الوضع الطارئ يجيب المقسم “لا يستطع عامل المقسم الإجابة على إتصالك الآن الرجاء المحاولة لاحقاً”.

إلا أن نائب المفوض العام لشؤون اللاجئين يوسف الدرادكه يؤكد أن التسجيل في المفوضية متاح عبر الخط الساخن، وبناءاً على الحالة المسجلة ترسل المفوضية فريق لاستقصائها وتشخيصها وتسجيله في المفوضية من منزله دون الحاجة لقدومه ويمنح البطاقة الصفراء.

وأوضح الدراركة أن حصول اللاجئ على البطاقة يعطيه الحق بالحصول على بطاقات الدعم الغذائي، إضافة إلى الأدوية والعناية الطبية في المستشفيات والمستوصفات العامة التابعة لوزارة الصحة، نافيا أن يكون هناك أي حالة تواصلت مع المفوضية عبر الخط الساخن ولم يتم تلبية احتياجاتها

رغم أن المفوضية خصصت خطاً هاتفياً ساخناً لتسجيل اللاجئين إلا أنهم لم يلمسوا حرارته في معمعة انشغالهم بتأمين احتياجاتهم الأساسية.